السبت 21 ديسمبر 2024 -07:07 القاهرة
مستشار التحرير
محمد سليمان
سعيد ابراهيم

العمله الموحده

يقول بوروخا كوسيمباأستاذ الأنثروبولوجيا بالجامعة الأمريكية عن نشأة العملات " في بعض الأحيان تصادفك ورقة نقدية مستهلكة ، تبدو وكأنها تتداول منذ بدارية التاريخ ويعود استخدام البشر للعملات النقدية لزمن بعيدنحو أربعين ألف سنة " ويحتاج الناس العملة كون أن للمال العديد من الوظائف فيسهل التبادل التجاى كمقياس للقيمة ويجمع المجتمعات المختلفة معا من خلال تمكين تقديم الهدايا والمعاملة بالمثل ؛ وهو يديم الاجتماعية وهو وسيلة لإحكام سلطة الدولة وتظهر الصعوبة في تحديد بدقة معرفة أول التفاعلات التي استخدمت فيها العملة من أنواع مختلفة ولكن تشير الأدلة إلى أنها نشأت عن تبادل الهدايا وتسديد الديون وتعنى العملة العالمية أنها عمله نقدية مقبولة ومستخدمة في كل مكان والتي يجب أن تأتى نتيجة اتفاقيات تعقد بين مختلف الحكومات في العالم لاستخدام نظام مالى موحد يمكن القول أنها عملة إلزامية لكل دول العالم ومما لاشك فيه أن فكرة العملة العالمية قد تعززت كثيرا إثر النجاح الذى حققه اليورو وهذا في حد ذاته يبدو حلما صعبا صعب المنال على أرض الواقع لانه يستدعى تأسيس اتحاد نقدي عالمي يكون قادرا على حل الأزمات المرتبطة بلا شك بالعملات ووقف حدة الصراعات وتجنب الكثير من المخاطر الاقتصادية ليس هذا فحسب بل ستتحمل هذه المنطقة الدولية مسؤولية الإلتزام بالقواعد ومعالجة أي مشاكل قائمة أو وليدة فيما يتعلق بطريقة التعامل مع العملات وذلك بهدف تمكين التجارة العالمية وتقيم النظام الضريبى في الدول المختلفة ويلقى الدولار بظلاله على العالم كونه عملة عالمية بالفعل وبلغته الإنجليزية فهو مستخدم على نطاق واسع والكثير مجبر على استخدامه واستخدام لغته ولكن هم الذين اختاروا بأنفسهم حياتهم وعملاتهم ولغتهم حيث جعلوه ضروري في يحاتهم لكن استخدامه ليس إجبارا بعكس اليورو الذى يعد العملة الرسمية لاعضاء الاتحاد الأوروبى حيث حل محل العملات المحلية المستخدمة في تلك الدول اما الدولار فهو مستخدم من قبل العديد من الدول التي تفتفظ باحتياطي منه نظرا لأن قيمة عملاتها مرتبطة به والسبب في تحول الدولار الأمريكي إلى معيار صلاف العملات الأجنبية أن معظم دول العالم فيما مضى اعتمدوا على الذهب كمعيار لصرف العملات  إذ يتم ربط العملات الأجنبية بقيمة الذهب إلا أن هذا النظام لم يعد مناسبا للتجارة الدولية مع مرور الزمن مما دفع عددا من الحكومات إلى التوصل في نهاية المطاف لعقد اتفاقية بريتون سنة 1944 والتي مهدت الطريق لأن يصبح الدولار الأمريكي معيارا لتحديد قيمة عملة البلد وهذا سمح للدول التي كانت أطرافا في الأتفاقية بدعم عملائها بالدولار بدلا من الذهب وهنا نجد أن الدولار الأمريكي ليس عملة عالمية وإنما عملة شائعة الإستخدام عالميا تعمل كأساس لتحد أسعار صرف العملات الأجنبية وحتى يصبح عملة عالمية يجب أن يتم استخدامه من قبل كل دول اعالم أو على وجه التحديد أغلبها وان يحل محل العملات المحلية في تلك الدول فلا يبقى هناك حاجة لتحديد أسعار صرف العملات الأجنبية أو لتحويلها إلى ذهب وقد اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ، أن القمة المقبلة لمجموعة دول بريكس التي ستعقد في نهاية أغسطس ستناقش إنشاء عملة موحدة لدول المجموعة ( البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا ) . وفى تصريح له عقب محادثاته التي أجراها مع الرئيس الأنجولي جواو لورنسو في لوندا هذا هو الأتجاه الذى تسير فيه المبادرات والتي ظهرت قبل أيام ويأتي من بعيد الحلم العربى الذي طاله انتظاره ولكنه حلم مشروع يحق لنا كعرب مهما طال الأمد يتمناه كل فرد في الشعوب العربية وتسعى له وتحاول الحكومات ولكن تبقى بينهم عقبة الخلافات والاختلافات في الأتجاهات السياسية لكل دولة ، والعملة العربية محل الحلم لها تميزها الخاص من منطلق تاريخها المجيد والمديد والذى مهد لها سهولة التوحيث حيث اهتم علماء المسلمين في وظيفة النقود مثلا فيقول الغزالي ( حجة الإسلام محمد الطوسي ) في كتابه إحياء الدين الجزء الرابع ص 91 " إن الله تعالى خلق الدراهم والدنانير حاكمين بين سائر الأموال حتى تقدر بهما الأموال " وقد أرخ القران الكريم للنقود باعتبارها أداة للتبادل وشخص ماهيتها بقوله تعالى ( وشروه بثمن بخس دراهم معدودة ) إذن الدراهم وحدة نقدية لها صفة التبادل وأشير إليها في كيفية التعامل بها على أساس العدد وقد أشار القرأن إلى لفظة الدينار في دلالة بأنه أكبر من الدرهم حيث قوله تعالى : ( ومن أهم الكتاب من إن تــامنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما) ويتدرج بنا القرآن الكريم إلى ما يهم البشر في تبادل الصفقات بينهم فيذكر لنا على أساس التصريح وليس التلميح أن هذه العملات النقدية ( الدرهم والدينار ) لابد ان يكون لهما مكون أصلى ، فأشار إلى الذهب والفضة فيترتب على ذلك أن يكون الدينار مرجعه إلى الفضة ، وفصلت كتب الفقه القيم المختلفة للدينار والدرهم في باب العبادات والمعاملات المالية وبينوا أن الذهب والفضة غطاءين نقديين يبعثان على الثقة وطمأنة المتعاملين وهو صلب النظريات الحديثة لمعنى الإحتياطي النقدي واكد القرآن الكريم على أهمية الذهب والفضة من حيث الوظيفة النقدية التبادلية فنجد في الآيتين الكريمتين قوله تعالى ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ) ويخبرنا أن التاريخ أن العملة العربية كان لها واقع من التوحيد بصورته الفاعلة تم في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان حيث أسس دار لسك العملة الموحدة وكان ذلك العام السادس والسبعين من العام الهجري خالية من الرموز الأجنبية التي كانت سائدة في ذلك الوقت وسماها دراهم وهي من الفضة وجعل على أحد وجهيها سورة الإخلاص " سورة التوحيد " وكانت تزن ستة دوانق والدانق سدس الدرهم وهي لفظة فارسية ( وردت في القاموس المحيط للفيروزباديباب القاففصل الدال ) وظلت هذه العملة طيلة العهد الأموي وبداية العهد العباسي إلا أن هذا العهد أبدل بسورة الإخلاص سورا أخرى ( قل لا أسالكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) واستمرت العملة الموحدة في العهد العثماني ولكن أبدلت بعملة ورقية وكانت تسمى " القائمة " وتداولت لمدة ثلاثة وعشرون عاما وتعرضت لهزات في الثقة ثم عاد العمل بها ؛علينا أن نستلهم الهمم في تعضيد التكامل الاقتصادي بين الشعوب العربية التي تعانى من الوهن في مسيرتها الاقتصادية رغم المقومات التي يملكها العرب لتوحيد عملتها على غر ار الإتحاد الأوروبى الذى أدرك هيمنة الدولار فأبدل بتلك الهيمنة اليورو الذى تخطى العقبات وأحرز مكانة عالية للعملة الأوروبية الموحدة

 

محمد عبد المنصف

مصر .. افريقيا..وأزمة الهجرة الغير شرعية؟!

قدر الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته في القمة الدولية "لميثاق التمويل العالمي الجديد" بباريس هذا الأسبوع، والتي أدارها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، عدد اللاجئين في مصر بنحو 9ملايين نسمة.

بقلم الخبير المصرفي عمرو عصمت

هل يتم تعويم الجنية


  كلمة "تعويم"  أصبحت كلمة ذات مدلول سيء لدى رجل الشارع، رغم أن الكثير لا يعرف بالتحديد المقصود بمصطلح تعويم العملة، ويعرف الاقتصاديون تعويم سعر الصرف أو تعويم العملة بأنه التخلي عن تحديد سعر صرف عملة ما، وتركه يتحرك ويتغير أمام العملات الرئيسية وفقا لنسبة العرض والطلب .
 هناك مدارس اقتصادية عديدة لتحديد القيمة العادلة للعملة". 
 منها يتم التقييم بناء على حساب معدلات التضخم وسلة عملاء الشركاء التجاريين مع الدولة، والميزان التجاري بينهم، لكن من الناحية الفعلية هذا لا يعكس القيمة الحقيقية لأن هناك عوامل أخرى تؤثر على قيمة العملة أهمها العرض والطلب على العملة، والمضاربة عليها والتوقعات المستقبلية لها، فضلا عن سياسة الدولة، والتضخم، والاحتياطي النقدي الأجنبي والتوقعات المستقبلية له، وكمية الاستثمار . 
منذ أشهر تتوقع مؤسسات عالمية أن يقدم البنك المركزي المصري على تعويم جديد للجنيه، لكن دون أن يحدث ذلك فعليا، رغم استمرار صعود سعر الدولار مقابل الجنيه في السوق الموازية. 
ومن جهة أخري أن الحكومة المصرية لا تريد أن تقدم على تعويم جديد بسبب التضخم شديد الارتفاع، وأي تخفيض جديد في قيمة الجنيه، فهذا يعني ارتفاع جديد في أسعار السلع والخدمات، وبالتالي، فإن الدولة تأمل في أن تتمكن من إدخال استثمارات أجنبية يمكن أن تساهم في استقرار الجنيه مع تحسين وضع الموازين التجارية الخارجية .
وعلي ذلك لن يلجأ البنك المركزي المصري إلى أي تحرك لخفض قيمة الجنيه مقابل الدولار، قبل أن تحقق الحكومة تقدما ملحوظا في ملف بيع الأصول، حيث تستهدف مصر جمع نحو 4.6 مليار دولار في العام المالي الحالي

د / محمد على الطوبجى

لعنة عبادة الماضى

نحن فى حاجة عاجلة لإعادة كتابة تاريخنا من جديد.. إن هذه ضرورة لا رفاهية.. إن للتاريخ علاقة بواقعنا اليومى.. 
للتاريخ علاقة برغيف الخبز وسعر السيارات وحالة الشوارع ومعدل الصادرات وأرباح السياحة.. ونيابة أمن الدولة العليا وكل خبر نطالعه يوميًا فى المواقع الإخبارية ونشرات الأخبار.. 
إن التاريخ ونظرتنا إليه ليس قضية فكرية ولكن قضية اقتصادية وتنموية وحضارية.. إنه قضية نخبة، لكن تأثيره أكيد على الجماهير العريضة.. إن تاريخنا، كما تصوره المناهج التى درسها مواليد السبعينيات والثمانينيات على الأقل، يبدو وكأن من كتبه عدو لمصر لا محب لها.. إنه يقوم على عبادة الماضى والذوبان فى حبه.. 
إن كل ماض لدينا هو جميل ومجيد ورائع.. وبالتالى يصبح كل حاضر سيئًا ومنفرًا ومضجرًا ويستحق الهدم.. 
بدايات تشكل الرأى العام فى مصر كانت فى عهد الخديو إسماعيل باشا «١٨٣٠-١٨٩٥» حلم الرجل بمصر قطعة من أوروبا، وفى عهده ظهرت الصحافة ومجلس النواب ومقهى متاتيا، حيث يجلس جمال الدين الأفغانى «١٩٣٨-١٨٩٧»... 
انطلق الخديو إسماعيل فى مخطط لتحديث مصر، أنشأ عشرات الترع والرياحات وعشرات القناطر والسدود واكتشف منابع النيل وفرض سيادة مصر حتى أوغندا، ومنع تجارة الرقيق، وأسس مجلس النواب والأوبرا وقناة السويس، وبنى القاهرة الخديوية التى نفخر بها حتى الآن.. 
لكن السيد جمال الدين الأفغانى القادم من إيران والهند وأفغانستان رأى أن الماضى أفضل من الحاضر، وأن مصر التابعة للسلطان التركى أفضل من مصر المستقلة الناهضة، وأقنع عشرات المصريين أن ما يحدث فى مصر مخالف للإسلام.. 
وحدث خلط هائل بين مقاومة النفوذ الأوروبى على أساس وطنى، كما نادى محمد شريف باشا أبو الدستور الوطنى «شارع شريف مازال يحمل اسمه» وبين كراهية الأجانب على أساس دينى، كما علم الأفغانى المصريين...
 شكل الأفغانى تنظيمًا سريًا لاغتيال الخديو وسادت المجتمع حالة من البلبلة منعت المصريين من الفرح بالإنجازات الكبيرة التى تمت.. 
وتدخلت القوى الأجنبية لعزل الخديو إسماعيل، أحد أعظم حكام مصر فى العصر الحديث، ثم استغلت إنجلترا حالة التعصب الدينى ضد الأجانب لتحتل مصر عقب أحداث دامية ضد الأجانب فى الإسكندرية.. 
الكارثة أننا فى المناهج الدراسية درسنا التاريخ بطريقة مغلوطة.. درسنا التعصب على أنه وطنية، ودرسنا الإنجاز على أنه خيانة، ودرسنا تحديث مصر على أنه تسليم البلد للأجانب، ودرسنا أفكار الإخوان الإرهابيين على أنها صحيح الوطنية المصرية.. 
والسبب أن الإخوان احتلوا التعليم فى مصر منذ ثورة يونيو ١٩٥٢وحتى ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ تقريبًا.. ولا أعرف هل تم تطهير المناهج من هذه الأفكار التى تعوق التقدم أم لا.. 
لقد فتك الرئيس عبدالناصر بجناح حسن الهضيبى فى جماعة الإخوان لأنه تحدى سلطته، لكنه احتضن جناحًا آخر فى الجماعة ومنح أعضاءه مناصب فى الأوقاف والتعليم وجميع وزارات الدولة.. 
بل إنه عيّن كمال الدين حسين، أقرب الضباط لفكر الإخوان، وزيرًا للتربية والتعليم والنتيجة هى كل هذا الخراب الذى نراه الآن.. 
إن عقلنا سلفى بامتياز والسلفية هى عبادة «السلف» والسلف هم الأجداد أو الأجيال الأقدم منا.. إننا نؤمن بحديث «خير القرون قرنى ثم الذى يليه ثم الذى يليه» وهذا صحيح فى أمور الدين، لكنه مستحيل أن يكون صحيحًا فى أمور الدنيا.. 
مستحيل أن يكون السفر بالناقة أفضل من السفر بالطائرة، أو أن يكون السكن فى الخيمة أفضل من البناء الحديث، أو أن يكون التداوى بلسع النحل أفضل من الدواء الحديث.. 
لكن عقيدة عبادة الماضى هذه تسللت إلى عقولنا لتفسد علينا حياتنا.. إن بعضنا منبهر بالمصريين القدماء دون أن يسعى للأخذ بأسباب الحضارة كى يكون جديرًا بهم.. وقد أدت مناهجنا لأن ننخرط فى حلقات مستمرة لجلد الذات واحتقار الحاضر دون أسانيد موضوعية.. 
إن هذا الإحساس يصيب الشعوب باكتئاب جماعى ويدفعها للانتحار.. 
فى عام ٢٠٠٧ أنتجت المملكة العربية السعودية مسلسلًا عن الملك فاروق «أفشل حكام مصر فى تاريخها الحديث» وأشعل المسلسل غريزة عبادة الماضى لدى المصريين وسادت حالة من احتقار الواقع، وشعرت دوائر السلطة وقتها بالخطر.. وسعت للرد على ما جاء فى المسلسل بطرق مختلفة.. 
كان المسلسل مليئًا بالتضليل، لكن غريزة عبادة الماضى ضاعفت من تأثيره.. 
لقد رأى المصريون فى السبعينيات أن عهد الرئيس ناصر كان أفضل بكثير من عهد الرئيس السادات، ولم يكن هذا صحيحًا على إطلاقه.. ودفعهم الغضب لحالة من عدم الاستقرار استغلها الإرهابيون فى اغتيال السادات، رحمه الله.. ثم تولى الرئيس مبارك لمدة طويلة للغاية.. 
ولم يتوقف المصريون يومًا عن مقارنته بكل من عبدالناصر والسادات، ولم يتوقفوا عن الشعور أن الأمور أيامهما كانت أفضل، وأن مؤهلاتهما كانت أعلى بكثير من مؤهلاته كسياسى.. 
ولم يكن هذا دقيقًا، ولكن كان هناك فرق أجيال وتكوين ثقافى وسياسى لا دخل للعوامل الفردية فيه.. ودفعت هذه الحالة من عدم الرضا ومن عبادة الماضى «الناصرى والإسلامى واليسارى والليبرالى وأى ماضى والسلام»! الناس للخروج وتحطيم كل شىء فى يناير.. مرت البلاد بحالة صعبة، وثار الشعب ثورته المجيدة فى ٣٠ يونيو، وتقدمت القوات المسلحة لتحمى كيان الدولة، وانخرطنا فى مخطط تنموى جسور وشجاع ستظهر آثاره فى المستقبل القريب والبعيد.. لكن لعنة عبادة الماضى تطارد بعضنا.. لأنها مزروعة فى عقولنا منذ الصغر.. 
وهى حالة يحاول أن يستغلها بعض أصحاب المصالح.. بعضهم يترحم الآن على الماضى الذى لعنوه وداسوه بالأقدام وسعوا للتخلص منه.. لأنهم كانوا يرون أن من سبقوه أفضل منه... واللعنة.. أننا كلما جاءنا حاكم أعمينا أعيننا عن رؤية ما يقوم به.. 
وقارناه بسابقه.. وانحزنا لأوهام الماضى ونوستالجيا الزمن الجميل.. ثم نسعى لهدم الحاضر.. ثم بعد فترة نكتشف أن الحاضر الذى أصبح «ماضيًا» كان جميلًا جدًا ورخيصًا جدًا وعظيمًا جدًا.. 
فنسعى لهدم «الحاضر» الحالى أو على الأقل التقليل منه... إلخ إلخ دون أن ننتبه أن المجتمع هو الذى يتدهور بسبب زيادة السكان وثبات الموارد وانعدام التنافسية.. إلخ.. 
عبادة الماضى حالة عقلية تحولت إلى لعنة.. لن نتقدم إلا بالخلاص منها.. وهذه مهمة صعبة جدًا...

سعيد ابراهيم

في ظل العولمة

إصطدم الإنسان منذ ان بدأ يدب بإقدامه على الأرض بمشكلتين رئيسيتين المشكلة الاقتصادية من جهة ومراجعة البيئة الفيزيقية الصارمة من جهة أخرى فمضى وهو الكائن الأعزل إلا من بعض أحجار مشطوفة وقضى شطرا هائلا يفوق على 99 % من حياته التي بدأت منذ حوالى نصف مليون سنة وأكثر ، ظل فيها يجمع طعامه ويفتش في الأرض عما فيها من جذور وبذور فواجه الصعوبات القاسية حين حاول إستئناس الحيوان وإستنبات النبات ، وحين حاول أن يترقى حضاريا وإقتصاديا فانتقل من ثقافة الصيد والقنص ثم حاول أن يستقر في الأرض كى يشيد أول حضارة للزراعة وكى يبنى ثقافة القرية والعولمة أصبحت الشأن المسيطر على عالم اليوم والسمة البارزة لها العصر مع بداية الألفية الثالثة وهى تسعى لفرض الهيمنة الغربية على العالم في شتى المجالات تحت مظلة الولايات المتحدة الامريكية التي تتبنى النظام العالمى الجديد الآحادى القطبية بعد إنهيار الاتحاد السوفيتى والمعسكر الشرقى ، وهذا المصطلح يعرفه مختار الصحاح ب ( الخلق ) ويرتبط في قواميس اللغة العربية بالكرة الأرضية و ( الكوكب ) ومن ثم فالعولمة من مصدرفوعل و في اللغة العربية يستخدم لها البعض مصطلح ( الكوكبة ) أو( الكونية) والمصطلح في معناه هدفه ربط العالم وإدارته مركزيا بحيث يصل إلى ما يسمى بالقرية الكونية خاصة بعد ثورة التكنولوجيا والمعلومات التي ربطت كل العالم بوسائل الأتصالات المتنوعة واصبح من الممكن متابعة أى حدث بصورة مباشرة في أى مكان وفى اى زمن بالصوت والصورة مما يعنى توسيع الدائرة لتشمل كل العالم ولا بد هنا من التمييز بين المصطحات مصطلح العولمة والعالمية فمصطلح العالمية وهى مشتقة من كلمة ( العالمين ) في صيغة الجمع إلى تجمع أمم ودول في إطار تنظيم دولى يحقق أهدافا ومصالح مشتركة للبشرية فالعالمية هي طريق التعامل مع الآخر دون إقصاء أو تهميش مما يؤدى إلى الإنفتاح والتعارف والحوار والتفاعل والتعاون والتكامل ومن ثم فإن العالمية تؤكد على الإعتراف المتبادل بين الأمم والدول وخصوصيتها الثقافية والحضارية ؛ أما العولمة في تاريخنا المعاصر فهى مرتبطة بما اسماه الرئيس الأمريكي بوش الأب ( النظام العالمى الجديد ) بعد إنهيار الاتحاد السوفيتى وأحداث حرب الخليج الثانية عام 1990 مما ترتب عليه بروز القطبية الآحادية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية لتحل محل نظام القطبية الثنائية الذى ساد في العالم بعد الحرب الباردة ؛ فالعولمة هي آلية هذا النظام العالمى الجديد لتغيير الأوضاع الدولية بحيث يتحول العالم إلى كيان واحد من خلال الإنتقال من مرحلة الدولة القومية إلى الدولة العالمية أو العولمية بحيث تزال الحواجز بين الدول في شتى المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية ويسود النموذج الأمريكي الذى يعمم على العالم ومن ثم فالعولمة تعنى في مجملها سيادة نظام واحد للحياة في شتى المجالات بحيث يشمل فكر واحد وثقافة واحدة وحضارة واحدة تفرض ففط على العالم بأثره بحيث تلغى الآخر من الحسبان ويتم ذلك من خلال إزالة الحواجز الجغرافية والسياسية بين الدول لتتيح حرية الحركة للسلع ورؤوس الأموال والخدمات وكذلك الأفكار والأشخاص والمنظمات ؛ العولمة إذٍ هي مجموعة من السياسات الاقتصادية التي تركز على النمو ودور السوق على حساب دور الدولة . إنها بلوغ المنتهى في بعض المجالات التكنولوجية . وسياسيا تفضل العولمة الديمقراطية والشفافية رغم أن ذلك لا يتحقق في الغالب إلا على المستوى الرسمى والذى دفعها قدما المؤسسات الدولي والقوى الاقتصادية الكبرى وفى طليعتها الولايات المتحدة الأمريكية , وهناك تحديات تواجه العولمة الجديدة تشبه الهجمات التي واجهت الفلسفة الإستعمارية من قبل ، أو التي واجهت لفسفة التحديث أو التي واجهت هيمنة الولايات المتحدة على أن المعارضة الجديدة تتركز حول تجارة العالم من البضائع والخدمات والثقافة . 

فلم يرد فلاحو اليابان أن يفسد الأرز الامريكى الرخيص سوقهم المحلية ، وتحاول الحكومة الفرنسية الحيلولة دون زحف المفردات الإنجليزية إلى اللغة الفرنسية . وتكافح صناعة السينما الكورية في سبيل منع المد الهوليودى الدخيل على البلاد وبعض التحديات ذات طابع أكثر تنظيما تحدت حركة اتحاد العمال العديد من العناصر الرئيسية المكونة للعولمة كالتجارة الحركة وانتشار المؤسسات عبر الدولية أو رفع القيود الحكومية التي تساند الأعمال التجارية دون العمال  ، تتشكل الإتحادات العمالية على مستوى أماكن العمل فضلا عن المستويات الوطنية والإقليمية والدولية وفى هذه الأثناء عارضت الحركة المناصرة للبيئة فكرة النمو غير المعرقل الراسخة في صميم العولمة فعارض الناشطون الخضر مشاريع إنشاء السدود وتجريد الغابات من أشجارها ومشاريع قطع أشجار الأخشاب والأطعمة المعدلة وراثيا فيما بين الاتحادات العمالية في جميع أنحاء العالم ومنظمات خضراء ذات انتشار عالمى على أن هذه العولمة قائمة على أساس من التعاون بدلا من التنافس ، وتركز بعض التحديات التي تواجه العولمة على حملات بعينها تكافح جماعة " خمسون عاما تكفى " ضد السياسات غير العادلة التي يعتبرها البنك الدولى . وثابرت حركة يوبيل 2000 على مدى طويل لإلغاء الديون الطاحنة التي ترهق كاهل العالم النامى المدين لصالح خزائن العالم المتقدم الدائن ، ومن ثم هناك التحديات الفكرية والفلسفية للعولمة ؛ نشر لفيف من المفكرين – من أمثال سوازن جورج ، وفاندانا شيفا ، وولدن بيلو ، ووليام جريدر ، ومارت كور ، وجني جراي – سلسلة من المقالات النقدية التي تدور حول العولمة في السنوات الأخيرة . ووقفت في وجه العولمة قيادات وجماعات جينية ، بدءا من البابا على رأس الكنيسة الكاثوليكية في روما وانتهاء بعلماء الدين المسلمين ، الذين تحدوا العولمة بوصفها قوة تعمل على تغليب الفكر المادي على السمو الروحى والروابط المؤسسية على الوشائج الأسرية وإحماء وطيس التنافس على حساب روح التعاون ؛ والآن بات بعض أنصار العولمة يشعرون بالقلق فها هو جورج سوروس الذى كسب الملايين من الدولارات من سياسة رفع القيود الحكومية في عالم المال ، بدأ ينتقد الآلية نفسها التي جعلت منه شخصا ثريا ؛ إن النظام العالمى الجديد يمثل تحديات عديدة على الدول النامية الغير آخذه بنظم الديمقراطية والتى تميل إلى النظم السلطوية المستبدة رافضة الشفافية فى الوطن العربى بل في القارة السمراء كلها الغنية ببؤر التوتر والصراعات ؛ وتتمثل هذه التحديات في تسخير الأمم المتحدة لخدمة أهداف هذا النظام وإزدواجية المعايير والسيطرة اليهودية وصراع الحضارات ومحاولة فرض حضارة واحدة على العالم وتحجيم مفهوم السيادة ودور الدولة القومية على أراضيها وتشيجيع نظام التكتلات الأقليمية الكبيرة مثل النافتا والأتحاد الأوروبى ؛ فتعمل العولمة على القفز فوق حدود الدول وترسيخ التبعية بصفة عامة والثقافية على وجه الخصوص وتسعى لتوظيف التقنية المتقدمة لتحقيق الاختراق الثقافي وفرض الهيمنة على الثقافات الأخرى وطمس هوية الشعوب ، ويعتبر العالم العربى هو المستهدف من العولمة بسبب امتلاكه لحضارة إنسانية متميزة تحمل كل مقومات القوة الإقناع والإنتشار بالرغم من محاولات التشوية التي لا تنقطع ؛ اننا في ظل العولمة أصبح عيشنا بين اليأس والرجاء . 

 

سعيد ابراهيم

تبادل الأحضان

من يحتضن السمراء ؟ فمنذ فجر التاريخ ونعرف عنها أنها لم تهنأ العيش بذاتيتها وخصوصياتها وتفيد أبنائها من ثرواتها التي تكفى أبناء البشرية في العالم ويزيد فهى دائما خاضعة قانعة لمن يستطيع السيطرة عليها فتصبح فريسة لكل حيوان مفترس أو قوة هائجة مستعمرة تبسط نفوذها وسلطانها فالمستعمر نجح في أن يجعل من كوكب الأرض وأراضيه " ممتلكات " ومن اليسير عليك عزيزى القارئ أن تتعرف عليها فهى مصبوغة في الخرائط الجغرافية بمختلف الألوان من حمراء وزرقاء وخضراء : هذه ممتلكات بريطانية ، وتلك فرنسية ، والأخرى بلجيكية ولم تكن هذه الممتلكات قطعا صغيرة أو أقطار محدودة المساحة بل كثيرا ما تشمل قارة من أكبر القارات وأضخمها مثل القارة السمراء " أفريقيا " التي ليس فيها قطرا واحدا ولا شبرا واحدا من الأرض لم يرزح هو وسكانه في وقت من الأوقات تحت نير الحكم والنفوذ الأجنبي في مختلف صوره وأشكاله وتمكن المستعمر من أن يجعل من عالمنا منقسم إلى قسمين : مالك ومملوك والمالكون فئة صغيرة من سكان هذا الكوكب والملوكون أقطار واسعة فسيحة وشعوب كبيرة العدد ، متنوعة والأجناس والألوان فالظواهر السياسية في عصرنا الحديث هذا نستطيع أن نصفها بعبارة الإستعباد السياسى فالعلاقة بين الطرفين لا يمكن وصفها إلا بأنها كعلاقة الحر بالعبد والسيد بالمسود فاالمالك يتمتع بحريته ويسير وفق إرادته والمملوك مسير لا مخير ليس له حياته إلا بمقدار يسمح به سيده المالك المهمين ، ويخبرنا التاريخ بأن هناك ملوك حصلوا على ممتلكات بواسطة البيع والشراء ، كما إشترت أمريكا ألسكا من روسيا والفلبين من أسبانيا وقد يستولى عليها بالفتح والغزو مثلما فعلت إيطاليا وإستولت على إثيوبيا وليبيا ، أو بالخديعة أو بمزيج من التمويه والغزو كما فعلت بريطانيا في إحتلال مصر وذلك قديما ولكن هناك فروقا واضحة بين الأستعمار القديم والحديث فالاستعمار الحديث اليوم في ملابساته التي نشاهدها اليوم هو إثم من أكبر الآثام وإجرام بشرى ليس له نظير في التاريخ كله وكما قال شاكسبير " الأرض مسرحا والناس على ظهرها فرقة تمثيل وهؤلاء الممثلون ضروب وشكول وألوان منهم الجليل والضئيل ومنهم القصير والطويل والبدين والنحيل ، التافه الذى لا يؤدى إلا عملا تافها مثله ، والقوى الجبار الذى يحتل صدر المسرح ، ويروح ويغدو في زهو و كبرياء ، ومنهم القسيم والوسيم الحسن البزة والشارة ، المدجج بالسلاح من قمة رأسه إلى اخمص قدمه ومنهم من يسعى في أسمال باليه وثياب ممزقة رثة وهو أعزل من السلاح وقد ألحت عليه الأمراض والعلل ، فسعاله لا ينقطع ودمعه لا رقأ .. وفى الممثلين طوائف لها صور وأجسام وليس لها إرادة ولا روح إذا تحركت أو ضحكت فإنها تفعل ذلك بمحض رغبتها وإرادتها بل لأن وراء الستار شخصا يحركها ويضحكها وذلك بواسطة حبل يمسكه بيده ويجذبه ذات اليمين فتتحرك ذات اليمين ، ويجذبه ذات الشمال فتتحرك نحو الشمال ثم يديره إدارة فنية فتقص تلك الصور وتلعب أو تضحك وتطرب ، ولم يكن إنقلاب النيجر حدثا مفاجئا بل يغلب عليه عدم الاستقرار السياسى على دول أفريقيا فالمستعمر دائما ما يريد إخفاء الحقائق حتى يصل إلى غرضه وغايته والنيجر هي إحدى الحقائق التي أراد الإستعمار ان يخفيها حتى يحتفظ بها حقلا للأستغلال والإستثمار ومصدرا للثراء والإنتفاع دون أن يحمل نفسه يوما على التفكير في مصير أهل هذه البلدان ومصالحهم ولكن غاب عن ذهن المستعمر حقيقة أيدتها التجربة و أثبتها التاريخ وهى أن الشعوب مها تعرضت للضغط أو الإرهاب ومها تحملت من تعسف وهوان فلا بد أن تنطلق في طريقها الطبيعى نحو الحرية والإستقلال محطمة الحواجز والعقبات فالحرية حتمية تاريخية لابد واقعة وإن تأجلت بعض الوقت لأى عامل وقد حصلت النيجر على على إستقلالها في الثالث من أغسطس عام 1960 وما يخشاه الإستعمار في أشكاله المختلفة أن يرى القارة الأفريقية صفا واحد متضامنا لعلمه ان الاتحاد إن شمل الدول الأفريقية فستولد عنه قوة وسوف يتعذر على الإستعمار مواجهة هذا الوليد الجديد ومن أجل هذا أراد الاستعمار أن يقسم أبناء القارة قسمين أحدهما يقطن شمال الصحراء الكبرى ، والآخر يقطن جنوب الصحراء والنيجر بصفة خاصة من الدلائل القوية على أواصر القربى بين الشمال والجنوب فهو بحكم موقعه على ملتقى الطرق الصحراوية كان محطة لقوافل التجارة ومن الشمال إنتقل إليه الإسلام واستقر به دينا واعتنقه أكثر من تسعين في المائة من أبنائه وغالبية أبناء النيجر من الطوارق وهم عرب يتكلمون العربية ويعتزون بها واغلبهم من عرب الشمال نزحوا إليه عن طريق مصر ولقد إعترف بهذه الحقيقة المؤرخون الأوروبيون أنفسهم والنيجر جغرافيا تقع في غرب أفريقيا في قلب الصحراء الكبرى وتشغل مساحة 1.279 كيلو متر مربع وتتوسط مجموعة من البلدان الإفريقية ففي الشمال الجزائر وليبيا وفى الشرق تشاد والغرب مالى وجنوبها الغربى نيجريا وكانت النيجر جزا من إمبراطورية إسلامية قديمة إزدهرت حضارتها وإشتهر ملوكها في القرن الثالث عشر الميلادى وعرفت هذه الإمبراطورية باسم "مالى " التي جاء ذكرها على لسان الرحالة العربى " بن بطوطة " إذن حضارة هذه البلاد قديمة و أن شعب النيجر والشعو الأفريقية الأخرى المجاورة له عرفت الحضارة قبل أن يعرفها الأوروبيون ذلك أن أوروبا كانت في هذا الوقت تعيش في عصور الظلام والتأخر وإذا كان هذا قديما فلم يكن إنقلاب النيجر محض صدفة في هذا التوقيت على الرئيس المنتخب " محمد بازوم " بالتزامن مع القمة الروسية الإفريقية في سان بطرسبورج وربما تكون أصوله العر بية جوهر الإنقلاب عليه حيث يمثل العرب أقلية في هذه الدولة الإفريقية وقد بدأ الصدام علنا ومباشرا بين فرنسا ممثلة في الوجود الغربى والمصارحل الغربية في مواجهة معادلات وحسابات القارة وروسيا التى تطمح من أجل إعادة تواجدها كقوة محورية إثر إنهيار الإتحاد السوفيتى وعلى التوالي تلقت فرنسا ثلاث ضربات قوية لنفوذها العسكرى والإقتصادى والثقافى في غرب أفريقيا مالى وبوركينا فاسو وأخيرا النيجر  هذه الضربات الموجعة طالبت فصم العلاقات مع الإمبراطورية الفرنسية الإستعمارية فظهر الدب الروسى بقوته وبصورته المباشرة في التواجد ونظمت تظاهرات مؤيدة للإنقلاب في النيجر أما السفارة الفرنسية بالعاصمة نيامى أشعلت فيها النيران ورفعت العلم الروسى عليها وفى خضم الحوادث المتدافعة تبدت ذريعتان رئيستان الأولى تسوغ التصعيد في أزمة افريقية تتمثل في الدفاع عن الديمقراطية والشرعية والعودة إلى المسار الدستورى وقد تبنتها القوى الغربية والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبى معا ، ولأسباب متباينه يتبنى الإتحاد الإفريقى الموقف فعندما نشأت في ستينيات القرن الماضى منظمة الوحدة الأفريقية التى تحولت فيما بعد إلى الإتحاد الإفريقى أقرت بضرورة عدم المساس بالحدود الإستعمارية خشية الدخول فى صراعات قبلية وعرقية بين دول القارة المستقلة حديثا ثم أقرت ضرورة عدم الإعتراف بالإنقلابات العسكرية خشية إجهاض التجارب الديمقراطية الوليدة ومن أجل المصالح الإستراتيجية جرى اللعب بالعناوين الديمقراطية فاستخدمت روسيا خطابا مقاربا بالدعوة إلى عودة الديمقراطية والعودة إلى المسار الدستورى بعودة الرئيس ولكنها تحفظت على أى تدخل عسكرى وكان ذلك بمثابة الدفاع عن حلفائها في غرب افريقيا والثانية ، تسوغ الإنقلاب بدواعى تغول الدور الفرنسي على مقدرات الحياة الداخلية في النيجر رغم استقلالها تارة باسم مكافحة الإرهاب وتارة أخرى باسم الإرث الثقافي الفرنكفونى المشترك وكلمة السر في اليورانيوم المخصب فسبعين في المائة من الكهرباء التي تنتجها المفاعلات النووية الفرنسية يستخدم فيها اليورانيوم المستخرج من النيجر فيما أن البلد نفسه " النيجر " يعتمد بنسبة مقاربة على ما يصله من نيجيريا لسد احتياجاته من الكهرباء ! وبعد الإنقلاب توقف تصدير اليورانيوم لفرنسا مما أغضب فرنسا فاستغلت نفوذها لدى المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا لمعرفة الختصار ب " إيكواس " لتسير فى طريق التدخل العسكرى بدعوى إعادة الشرعية إلى النيجر بما يعنى استعادة النفوذ الفرنسي العسكرى والإقتصادى والثقافى  وقد أبدت دول أوروبية خشيتها من الأندفاع إلى حافة الهاوية واتخذت روسيا موقفا متوازنا متعمدا فدعت إلى عودة الرئيس المنتخب متفحفظة على العمل العسكرى وتحاول روسيا أن تكسب مواقع أقدام جديدة في القارة السمراء بكل الوسائل المشروعة وغيرها وأدوار " مجموعة فاجنر " حاضرة في المساهد المحتقنة فالإستعمار أرسى مبادئ تتجلى في المصالح الإستراتيجية قبل المبادئ والقيم تحكم قواعد التنازع الدولى على قيادة العالم .

                                                                   

أمير العسيرى يكتب

كلنا معاك يا سيسي

كلنا معاك يا سيسي 
بالروح والقلب مبايعينك
وياريس ربنا هيعينك
كمل مشوارك وابنيها
والكل وراك ومحاوطينك
عمال بتبني وبتعلي
وايديك تجمل وتحلي
يارب يبارك ويخلي
ويصونك من عين حاسدينك
مصر بمدنها واريافها
حليت وكملت اوصافها
بتخطي بيك ع المستقبل ولاعدش بكره يخوفها
تعيش تعمر في واديها
تحمي ساحلها وبواديها
ربنا يرعاك واحنا وياك
بالروح والدم هنفديها
 

سعيد ابراهيم

يبغونها عوجا

ألبانيا بقعة لا تُرَى على الخريطة السياسية لكثير من بنى البشر في أوروبا . تعد ألبانيا من أفقر البلدان منذ انهيار النظام الاشتراكى ، وفي عام 1991 هيمن على البلد  تفشى عدم المساواة والبطالة المرتفعة . تقع ألبانيا على الساحل الغربى من شبه جزيرة البلقان المطل على مدخل البحر الأدرياتيكى والذى يفصلها عن إيطاليا ، عاصمتها تيرانا ومساحتها 28.748 كيلو متر مربع وهى جزء من ألبانيا الكبرى التي تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 62.500 كيلو متر مربع وكان شعبها منذ فترة زمنية مضطهدا تثقل كاهله النظم الرجعية القاتلة ، وهذه الدولة كان شعبها يكره العمل أشد ما يكره ويحب الكسل ويقضى وقته في الحانات والمقاهى ، أما الآن فقد أصبح الوقت لا يكفيه للعمل ، فهو يفتت الصخر ويستصلح الجبال ، ويشق باطن الأرض ، وألبانيا في الماضى كانت من أكثر بلدان أوربا تخلفا ؛ تنتشر فيها الأمية والفقر وأمراض الملاريا وأنواع الأمراض مجتمعةً ، كما كانت مرتعا للإقطاعيين والبرجوازيين والمستعمرين ، لكنها أصبحت منذ وقت قريب ذات صناعة وزراعة متقدمتين وذات تعليم وثقافة جماعية ، مندفعةً نحو إتمام بناء المجتمع على أسس سليمة وتحسين أحوال الشعب من يوم لآخر ، وعلى الرغم من أن دولة ألبانيا وُجِدَت صغيرة الحجم ، إلا أنها تحظى بظروف طبيعية ممتازة ومتنوعة من الناحيتين الجيولوجية والجغرافية ، وتتمتع بألوان التغير في الطقس ، كما ترتبط الثروات التي فوق أرضها والتى في جوفها ارتباطا وثيقا بهذا التنوع الجيولوجى والجغرافى ، وهى فى عمومها بلد جبلية ترتفع نحو 714 مترا فوق سطح البحر ، ويعتبر الشعب الألبانى من أقدم الشعوب في شبه جزيرة البلقان وقد نزح أجداده إلى مدينة ( ألبانوبوليس ) التى كانت تقع شرق دروس الحالية في منتصف كرويا ، كما بلغ هؤلاء الأجداد شأوا بعيدا في التقدم خلال الألف سنة التي سبقت عصر المسيح ، فكانوا يمارسون التنقيب عن المعادن ويستخدمون الحديد والفضة والبرونز ويشيدون السفن ويمارسون التجارة مع مختلف بلاد البحر الأبيض المتوسط وكل البلاد التي كانت معروفة في العصور القديمة ، وقد استقر الغزاة اليونانيون على طول الشواطى البحرية لألبانيا خلال القرن الثامن قبل الميلاد ، ولعبوا دورا هاما في تاريخ هذه المناطق ، ثم بدأ الرومان في غزو البلاد سنة 167 قبل الميلاد ، واستقر الأمر لهم تحت إمرة الإمبراطور أوغسطس في سنة 35 ق.م ، وهاجر إليها بعض قبائل السلاف في القرن الخامس بعد الميلاد ثم حكمها البيزنطيون سنين طويلة ، وأنشأوا فيها الإقطاعيات ، وفى سنة 1180 تكاتف ولاة الإقطاعيات الألبانيون ، وانسلخوا من حكم بيزنطة وأسسوا أول دولة لهم هي أيبريا وكانت كرويا عاصمة هذه الدولة الجديدة بينما بقى الجزء الأكبر من ألبانيا تحت حكم الملك إبيروس ملك صقلية وظل حكم الإقطاع سائدا طوال القرون الثانى عشر إلى الرابع عشر ، وكانت هذه الإقطاعيات تحارب بعضها البعض ما جعل العثمانيين ينتهزون فرصة الصراع بين الإقطاعيات وضعف الإمبراطورية البيزنطية وبدأوا غزو ألبانيا حتى استولوا على أراضيها ، وقاوم الألبانيون الأتراك وأخذت حرب الشعب الألبانى من أجل الحرية طابعا جديدا في الفترة ما بين 1878 وسنة 1881 وذلك بعد أن قامت الدول الكبرى في معاهدة سانت ستيفن في 3 مارس من عام 1878 بسلخ أجزاء حيوية من الأراضى الألبانية وضمها إلى بلغاريا وصربيا والجبل الأسود ، وقد دفعت نصوص هذه المعاهدة الألبانيين إلى رفع سلاحهم واتخذت الحرب ضد الأتراك في هذه المرة طابعا وطنيا ليس ضد الأتراك وحدهم كغزاة ، بل ضد الدول الكبرى التي أرادت أن تساهم في تمزيق وحدة ألبانيا وتوزيع أراضيها على جاراتها من دول البلقان ، ونتيجة للمعركة التي خاضها الألبانيون من أجل الحرية تم إعلان استقلالها في مدينة فاورا في 28 نوفمبر من تلك السنة ، وانتزع الألبانيون اعتراف الدول الكبرى باستقلال ألبانيا عندما اجتمع ممثلوها في لندن في ديسمبر 1912 ، ولم يكتفِ الألبانيون بذلك بل أرغموا الدول الكبرى في عام 1913 أن يعيدوا حدودها إلى ما كانت عليه قبل التمزيق ، بل وضموا إليها كل الأراضى التي كان يقطنها ألبانيون ، وهذه بمثابة نقطة مضيئة حينما يقرر الشعب الاحتفاظ بوحدة وسلامة أراضيه التى نبتت فيها الثقافات نتيجة التاريخ الطويل ، فتنوعت الثقافة في ألبانيا ، والثقافة في المجتمعات هي عصارة روح المجتمع وذوب فكره ووجدانه ، والثقافة  ضرورية بشكل ما في وحدة الإنسانية ضمن التنوع في غير معناها البيولوجى فالإنسان جوهريا كائن ثقافى ، والاكتشافات الأثرية في ألبانيا تبين لنا أن الشعب الألبانى صاحب تقاليد عريقة وراسخة منذ القدم ، وقد تركت معظم الثقافات الألبانية القديمة بصماتها وآثارها على الأرض حتى اليوم ، وتحدثنا الوثائق القليلة التى أفلتت من التدمير الشامل التى عانته ألبانيا في تاريخها عن بعض العلماء والفنانين الذين واصلوا إنتاجهم على الرغم مما كان يحيط بهم من أسباب تبعث عن اليأس والإستكانة ، ونذكر منهم الموسيقى جان كوكوزيلى من مدينة دورس في القرنين الثانى عشر والثالث عشر ، والعالم دافيد ديتيفار الذى كان يلقى دروسا في فينيسيا في القرن الرابع عشر ، والفنان النحات راجوز ( دوبروفنيك ) في القرن الرابع عشر ، والعالم جورج من مدينة دورس والذى كان يلقى دروسه في مدرسة فينيسيا أيضا تقريبا سنة 1409  ، ويقف الشعب الألبانى بين الشعوب المجاورة وغير المجاورة متميزا ومتماسكا ومتماسكا بالوحدة ، لا بسبب احتفاظه بلغته ولا بملامح جنسه ، ولكن بالعزم والتصميم على بلوغ المجد في فترة وجيزة ، وقد امتلأت مؤلفات الكتاب اليونانيين والرومانيين القدامى بأوصاف المشغولات الشعبية الألبانية ، كما وردت هذه الأوصاف في الدوريات البيزنطية وأنواع الدليل السنوية للتجارة والسياسة وغيرها ، وإذا كان حديثنا عن الثقافة من منطلق أنها روح الأمة ، فالإعلام يمثل أداة خطيرة ، وأثرها لا يكاد يخفى ولا ينكر  ؛ ولذا لم تكن وليدة عصر من العصور ، بل استخدمت تقريبا منذ كان الإنسان ، كما أنه لم يعد اليوم بذلك الحجم من الوسائل التقليدية المعروفة ولا بالمجموعة والمضمون الذى عهدته المجتمعات فى السابق ، بل هناك ثورة واسعة بسبب وسائل الإعلام والتحولات العميقة التي انسحبت على الوسيلة الإعلامية والمضامين أو الرسالة التى تحملها وتضخها ، والإعلام لم يعد قاصرا على إشباع الاهتمامات وغرس المعلومات ، وإنما تحول إلي صناعة الاهتمامات وإعادة التشكيل الثقافي للإنسان من خلال الأوعية الإعلامية المختلفة والتقنيات المتطورة والتي عجز الإنسان أمام سطوتها عن متابعة ما تقدم والإحاطة به ولو في حدود حاجته واهتماماته ؛ فالقنوات الفضائية باعتبارها وسيلة العصر هي سلاح ذو حدين ، وذخيرته الأساسية في الحقيقة هي المعلومات وليس الانحراف الأخلاقى الذى ينبذه المجتمع ، وما يحدث في قناة زيارتى تى في يعتبر نموذجا يجب الوقوف عنده ؛ فهو يتخلى عن هدف الفضائيات الإعلامية في تقديم إعلام بناء هادف ولكن  محطة زيارتى تي في " الألبانية " والتي يملكها عصمت دريشتي ، يعمد إلى جذب المشاهدين ليس من خلال المصداقية الإعلامية و التحليلات الإخبارية الجادة ولا المعلومات الدقيقة والأرقام السليمة عن مستويات الإنتاج ولكن من خلال سياسة إعلامية تبدو غريبة علينا ، ولكنها وجهة نظر لها ما يبررها - من وجهة نظر القائمين على القناة -  حيث إنهم يعتمدون على ظهور مذيعات شبه عاريات لتقديم نشرات الأخبار ،  يقول مالك المحطة : " ألبانيا حيث الإخبار يتلاعب بها المسؤولون السياسيون ، وهذا ليس غريبا علينا ؛ إذن يحتاج المشاهد إلى محطة تنجيه من هذا التلاعب وتقدم له الأخبار كما هي عارية "مشددا على أن عمل القناة ليس له أهداف جنسية ، مؤكدا على أن مشاهدى محطته في تزايد مستمر   !  واعتبر اتحاد الصحافيين الألبان أن العري " لا يمكن أن يحل مشكلة وسائل الإعلام " وهى وجهة نظر ! وقد اعتبر البعض أن هذه القناة تجذب المشاهدين من خلال سياسة إعلامية خادشة للحياء العام ؛  حيث ترتكز على تقديم مذيعات شبه عاريات من أجل تقديم نشرات الأخبار وذلك بسبب ما تقول أنها احتدام في سوق الإعلام ، ويؤكد مسؤولون في المحطة أنها تسعى إلى بث الأخبار بهذه الطريقة باللغتين الإنجليزية والفرنسية كذلك في المستقبل القريب وفى تصريح لمذيعة القناة " غريتا هوشاي " البالغة من العمر 24 عاما قالت : إنها عملت لمدة خمس سنوات في محطة محلية ، ولم يكن يعرفها أحد ، بعكس الآن فهي أصبحت نجمة في ألبانيا في ظرف ثلاثة أشهر ، وقد رفضت الغالبية العظمى في المجتمع الألبانى هذه التصرفات غير الأخلاقية ، من جهة أخرى ترد المذيعة غريتا على هذه الانتقادات بأنها لا تؤثر عليها ، وأن لديها الشجاعة لما تقوم به حتى أصبحت نجمة مشهورة ، وفى ذات الوقت لم تصدر عن المنظمات المعنية بحقوق المرأة أي تعليق على هذه القضية ، أما الصحافيون في ألبانيا فلم يهتموا كثيرا بالموضوع كما لو أن الأمر كان عاديا ، وعاب عدد من الطلاب في كلية الإعلام بجامعة تيرانا هذا التصرف قائلين : إنه من المؤسف أن يتحدث المشاهدون عن أجساد المذيعات دون الاهتمام بنوعية الأخبار ، ومع غرابة الفعل إلا أن هؤلاء قد يكونون سطروا اسمهم فى التاريخ الإعلامى وشهرته كرمز للسخافة والخرق ، وإلا فما الدافع لهذه الفعلة وهذا الإسلوب والأداء المشين إلا الحرص الشديد على بلوغ المجد والشهرة بقدر ما يسئ للاخرين ! فمنصة الإعلام أصبحت الشهرة فيها إما بالنفاق أو بقدر ما تتعرى وتتكشف المرأة وتبدى من جسمها ومكنونها ، إنهم مشاهير الحمق والفلس فى زماننا هذا ، هم وباء وشر وفتنة ذلك أن كثيرا من أبنائنا وبناتنا بل ومن بعض الكهول الذين بلا عقول ، قد تأثروا بهم ويتابعون جديدهم ، بل قد اتخذوا منهم قدوات المقدمة .
هذا هو البلد الذى لا يعرف عنه العرب الكثير ، سوى أنه مسقط رأس  محمد على باشا باني مصر الحديثة ، والشيخ محمد ناصر الدين الألبانى الذى توفى في المملكة العربية السعودية  . 
سعيد إبراهيم 
Email: saeedibrahimmohamed@yahoo.com

سحر جمال الدين محمد

في مهب الريح

تأخذنى أيامى تمضى..
بمهب رياح لا أدرى
تأخذنى لزمان ماض 
تملؤه الالام وسهدى 
لشبابى ولزهرة عمرى 
أيام مرت لم أدرى 
وكأن أمرأة لا تحيا
وحنينى دوما يسألنى..
عن كيف سترجع أيامى 
وأعود بزهرة أحلامى 
وتعود البسمة فى وجهي 
كربيع أبدا لا يمضى
لى قلب ينبض بالحب 
يشعرنى بشموخ أمرأة 
يملؤها فيضان العشق 
وأحس كأنى عصفور 
يخرج من سجن أبدى 
يأخذه حنين للماضى 
يهفو للحب العذرى.

الدكتور محمد الشوربجي ، خبير اقتصادى ومصرفى

حتى لاننسى

يعد تحقيق النمو الاقتصادي والعمل على زيادة معدلاته هدفا رئيسيا لجميع الدول ، وذلك لما له من أهمية وتأثير کبير على الکثير من المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، کما يعد تحقيق النمو الاقتصادي شرط ضروري وقد بدأ الرئيس السيسي منذ توليه مقاليد حكم البلاد في 2014 وضع خريطة تنمية عملاقة لمصر، حيث تميزت فترة حكم الرئيس السيسي، بإطلاق المشاريع القومية العملاقة، ويواصل الرئيس البناء والتنمية وإقامة مشروعات قومية كبرى، حيث أحدث الرئيس منذ توليه الحكم نهضة تنموية كبرى، وهنا يتعين علينا ألا ننسى ( حيث كلمة الانسان مشتقة من النسيان ) الظروف المصاحبة قبل تولى فخامة الرئيس حكم البلاد ونستعرض الفترة الزمنية لمصرنا الحبيبة من عام 2011 وحتى الان عام 2023:
• الفترة من عام 2011 وماقبل عام 2013 أندلعت الاضطرابات السياسية وقيام ثورة يناير وما أعقبها من اضطرابات وتغيرات سياسية وما صاحبها من أنفلات أمنى وعدم أستقرار وفوضى عارمة واحتلال سدرة الحكم من فصيل معين كان له الاثر السلبى على البلاد .
• عام 2013 قامت خلاله ثورة 30 يونيو & 3/7 وتصحيح الاوضاع للدولة المصرية التى كانت على شفا الضياع .
• عام 2016 تم تطبيق قوانين الاصلاح الاقتصادى والتى كان من ضمنها تعويم العملة و تحرير سعر الصرف ---- ألخ وكانت الفترة الاولى من الاصلاح الاقتصادى من نوفمبر 2016 ولمدة ثلاثة أعوام تنتهى فى نهاية عام 2019 .
• نهاية عام 2019 ظهور وباء جائحة كورونا وما صاحبها من ايقاف كافة الانشطة على مستوى العالم لفترة امتدت حتى نهاية عام 2020 0
• عام 2021 نشوء الازمة الروسية / الاوكرانية مما أستتبعه من أرتفاع أسعار الوقود وظهور الازمة الاقتصادية الحالية والتى ممتد أثارها السلبية على العالم حتى الان .
وعلى ذلك لم يتسنى للحكومة المصرية رفاهية توافر الوقت لجنى أية ثمار نتيجة لتصحيح الأوضاع من نظام حكم أو اصلاح اقتصادى ألا أن الرئيس السيسي سعى لتثبيت أركان الدولة وإعادة بناء مؤسساتها الوطنية وإحداث نهضة تنموية كبرى، وأصرت الدولة المصرية باستكمال خريطة المشروعات القومية التنموية، لما لها من تأثير في تحسين معيشة المواطنين.
كان لزاما علينا أن نستعرض هذه الفترة حتى لاننسى ونذكر أنفسنا بالظروف التى مر بها الوطن وهو الامر الذى يتطلب المزيد من الجهد بالتعاون بيننا جميعا .

Please wait...