دروع الانسانية واستمرار لمسيرة العطاء

الأحد 12 أكتوبر 2025 -03:22

هبة مصطفى

بقلم: هبة مصطفى


ولعل اجمل ما يمكن ان نمنحه لانفسنا ولمن حولنا هو ان نتذكر من صنعوا الفرق بصمت، وان نبقي على جذور الوفاء حية مهما تغيرت الازمان.
وفي زمن يتسارع فيه ايقاع الحياة، وتغلب فيه لغة الارقام على المشاعر، يأتي التكريم كاحد ابواب الانسانية الجميلة التي تعيد التوازن بين العقل والقلب، وبين الواجب والعرفان.
ان تكريم رابطة المراقبين الجويين لرؤساء الشركات الذين احيلوا الى المعاش، ولزملائهم الذين قضوا سنوات من العطاء في خدمة الوطن، ليس مجرد احتفال بروتوكولي، بل هو رسالة راقية بان الوفاء لا يحال الى التقاعد، وان الحياة تستمر طالما هناك قلوب نقية ترويها محبة وتغذيها العلاقات الانسانية التي لا تنتهي بانتهاء المكانة الوظيفية.
هذا اليوم الانساني يحمل في طياته اعمق معاني الانتماء؛ فهو اعتراف ضمني بان ما بذل من جهد في صمت داخل منظومة المراقبة الجوية لا ينسى، وان كل من حمل على عاتقه مسؤولية السماء يستحق ان يظل في ذاكرة الاجيال المتلاحقة والشركة. وهنا، يلتقي العطاء بالعرفان في لوحة انسانية خالدة.
عزيزي القارئ، لا تتعجب من الفرحة التي تتحرك بها كلماتي من شدة التأثر والفخر برابطة جنود الوطن، فهذا ليس بغريب على هؤلاء، فتاريخ المؤسسين محفور على قلوب اخوانهم.
وما شاهدته اليوم من وجوه امتلأت بالامتنان قبل الفرح جعلني اوقن ان الوفاء ما زال يسكن هذه المنظومة بكل تفاصيلها.
واعتقد ان هذا التكريم سيصبح نهجا مستمرا وثقافة مؤسسية، لان من يزرع الوفاء يحصد ولاء حقيقيا، ومن يكرم الماضي يفتح للحاضر باب الابداع والعطاء.
فكل احتفاء بقدامى المراقبين الجويين هو تجديد للروح داخل المهنة، وتذكير باننا جميعا نكمل بعضنا، مهما اختلفت مواقعنا على الارض او في السماء.
ولا يسعنا الا ان نوجه شكرا وتقديرا خاصا للكابتن مدحت عبد العظيم والكابتن محمود الخطيب على ما قدماه من دعم ورعاية لهذه اللفتة الانسانية الراقية، فهما بحق دروع الانسانية، وليس غريبا عليهما هذا الحس النبيل تجاه زملائهما، وتجاه منظومة المراقبة الجوية التي كانت وستظل مثالا للانضباط والوفاء.
كما نتوجه بالشكر والتقدير للاب الروحي للمراقبة الجوية ورئيس الشركة الوطنية لخدمات الملاحة الجوية كابتن ايهاب محي ليس فقط ، ولكل من رحب بهذه المبادرة الانسانية لدعم الجانب الاجتماعي والانسان في داخل المنظومة، ليبقى الانتماء قيمة لا شعارا.
انها خطوة تعزز روح الفريق بين من في الخدمة ومن انهوا خدمتهم، لتظل العلاقة ممتدة ومثمرة، ورسالة الى الاجيال بان التكريم الحقيقي ليس في الدرع ولا في الكلمات، بل في ان يشعر الانسان انه ما زال حيا في ذاكرة من شاركوه الرحلة.
واتمنى ان تظل هذه المبادرة بداية متجددة لا تنسى، وان تمتد الى كل قطاعات الدولة، لان العطاء الانساني لا يقف عند حدود الوظيفة، بل يستمر طالما هناك قلوب تعرف معنى الاخلاص