الامام عبد الله صلاح الدين القوصي
فتحى السايح
(( أصولُ الوصولِ إلى يقين الإيمان وأنوار الإحسان ان شاء اللَّه تعالى.))
"قل هذه سبيلي أدعوا إلى اللَّه على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان اللَّه وما أنا من المشركين"
صدق اللَّه العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد للَّه المستحق لجميع المحامد
والصلاة والسلام على إمام كل شاكر وحامد وعلى آله وصحبه وكل عابد
· إلى كُلِّ مؤمن ومؤمنة وكلِّ مسلم ومسلمة.
· إلى من قصد وجه مولاه الكريم فتعثرت به السُبُل وتحير في سلوكه.
· إلى من اهتم بآخرته ونعيمها وعذابها فانشغل بها عن مولاه وسيده.
· إلى من تاجر مع اللَّه تجارة لا تبور فكدَّرت عليه دنياه صفو عبادته وحبِّه له.
· إلى من شغلته الدنيا بهمومها وبلائها فصرفته عن الآخرة وخالقه.
· إلى من فَتَنَتْه الدنيا بزينتها الفانية وشهواتها فنسى آخرته وربَّه.
· أَمَا عَلمتَ أنَّه لن ينجو أحد بعمله إلا أن يتغمده اللَّه برحمته !!
· أما علمتَ أنه لن يفلح إلا من أتى اللَّه بقلبٍ سليم !!
. ألا فهلمَّ يا عبد اللَّه إلى ساعة لك بليل أو نهار بينك وبين اللَّه تعالى تجدد فيها إيمانك به وتقوِّى بها يقينك فيه.
· نَكِّسْ رأسَك ذُلاًّ وانكساراً إليه عسى أن يتصدق عليك برحمته وفضله فإنما الصدقات للفقراء والمساكين.
· إعرف قَدْرك مع اللَّه تعالى، وشاهِدْ عقلك مع حكمته، وتفكيرك مع تدبيره، وجهلك مع علمه، وضعفك مع قوته، وظلام ذاتك مع نوره ونور هدايته... إعرف نفسك بنقائصها وعيوبها وجهلها في جنب اللَّه تعالى مهما أوتيت من العلم .. فما قدروا اللَّه حق قدره.
· وَحِّدْهُ بذاته العليَّة، وصفاته
القدسية، وأسمائِه العليَّة، واشهد له بالوحدانية شهود يقين بالقلب، وايمان بالروح، وعلم بالعقل.
· أُدعوه دعوة المضطَّر العاجز الذي ظلمته نَفْسُه وشهواتُه فإنه يجيب دعوة المضطَّرين ودعاء المظلومين.
· تَدَبَّر أسماءَه تعالى ومعانيها، وتذوق صفاته جلَّ شأنه وأثرها عليك وفيك، وشاهد أفعاله وقدرته وتجلياته عليك وعلى من حولك، فإنك في كلِّ حال من أحوالك تعيش ما بين تجليَّات اللَّه عليك في نفسك وقلبك وتجليَّات اللَّه إليك وأفعال خَلْقِه إليك ... وهو جل شأنه الفعَّال لما يريد.
· تعلَّم كيف تُوَحِّد اللَّه تعالى ... وأَجْرِ على قلبك صفات الكمال في جلاله جلَّ جلاله، وصفات الكمال في جماله جلَّ ثناؤه، وافهم صفات العظمة والكبرياء والقهر والجبروت، وذُقْ صفاتِ الرحمةِ واللُّطفِ والمودَّةِ والبِرِّ، وانعم بصفات الكرم والجود والمنّ والعطاء، وارتعْ في صفات التوبة والمغفرة والإحسان والعفو.
· وكنْ له عبدًا حقا .. لربٍّ عظيم ودود منعم حقًا وصدقًا وعدلاً ثم وَجِّه وجهك إليه، وفوِّض أمورك إليه، وأحسن التوكل عليه، وكن بين الخوف منه لتقصيرك، والرجاء فيه لرحمته، والحُبْ له لإنعامِه.
· إملأ قلبك بالأسماء والصفات أولا ثم اذكر اللَّه بلسانك. عندئذٍ يكفيك العمل القليل متى صَدَقَتْ نِيَّتُك واستنار قلبك.
· ثم بعد ذلك حرِّك لسانك بالتوحيد ... واشهد له بالوحدانية بعد أن يمتلئ قلبُك بنورِ التوحيد. فإن اللَّه يغار أن يرى في قلب عبده غيره.
· أَشهِدْ مَنْ حولك ... وما حولك من كائنات وحيوان وجماد بأنك موحِّد للَّه خالصًا من قلبك، واجعل كلمتك في لسانك شهادةً لك عند الموت وعند البعث، وقل لمن وما حولك: .. هذه شهادتي باللَّه وللَّه أمانة عنده وأنتم شهود عليها لتشهدوا لي بها عند موتى وفى قبري ويوم بعثي، واحشر نفسك في مَعِيَّة الموحِّدين الصادقين ... شهد اللَّه أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم.
· تعلَّم كيف تحب اللَّه تعالى لما أفاضه عليك من فضل ومِنَّةٍ وَنِعَمٍ لا تُعَدُّ ولا تُحصى، واعلمْ أن الخيرَ كلَّ الخير هو ما قدَّره عليك بحكمته ولطيف تدبيره، فإن أخطأتَ وقصَّرت فباب التوبة مفتوح وفضلُه عظيم، وإنْ هداك وكفاك نفسك والشيطان فالزم الشُكر على توفيقِهِ وهُداه، وكُنْ دائمًا له ساجدًا في كُلِّ شأن من شئونك، وفى كل حالةٍ من حالاتِكَ، وعليهِ فتوكَّل وتحقق بالعبودية له سُبحانَهُ وتأدَّب معَهُ فإنهُ لا يُسأل عمَّا يفعل، فسلِّم أمورك كُلَّها إليه فهو نعم المولى ونعم النصير.
· يا عبد اللَّه ... أسلِم تسلم، وآمن يطمئن قلبك ووحِّدهُ تذُق حلاوة عبادته، واعبده حقًا يَهُونُ عليكَ أمر الدنيا والآخرة، وأحببه يقترب منك ويتولاك، ووجِّه وجهك ووُجهَتك إليه تجده تجاهك.
· واعلم أن رسول اللَّه محمد صلى اللَّه عليه وسلم هو رحمة اللَّه المُهداه للخلائق، وهو صلى اللَّه عليه وسلم أَعْرَف الخلق بالله، وأعبد الخلق للَّه، وأحب خلق اللَّه إلى اللَّه تعالى ... فشريعته هي نورنا في الدنيا والآخرة، وَسُنَّته هي سبيلنا لا سبيل غيره، وحُبُّهُ فرضٌ على كل مسلم ومسلمة، وكلما ازداد حُبُّك له صلى اللَّه عليه وسلم كُلَّما اقتربت من روحه النورانية العظيمة وأمدَّتك بالإيمان واليقين، وسرت على نهجِهِ وطريقِهِ المُستَقيم.فأكثر من الصلاة عليه صلى اللَّه عليه وسلم تفُز بكل خير في الدنيا والآخرة.
· وِرْدُك مجموعٌ لك من كتاب اللَّه تعالى، وهو خير الكلام، ودعواتك من دعاء مولانا وسيدنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، صاحب الكلِم الجامِع والعِلم النافِع والقلْب الخاشِع، وذكرك التوحيد والتعظيم والحُبُّ للَّه تعالى باللسان والقلب معًا، فان لم يتحرك قلبك مع لسانك فتلك شقشقة ألسنة لا تُغنى عند اللَّه شيئًا، لأنها أشبه ما تكون بقول الزور والعياذ بالله فإن الصدق في القول يستلزم مطابقة قول اللسان لما شَهِدْتَ بِهِ بقلبِك فلا تُضيِّع وقتك باللغو باللسان دون القلب فإن اللَّه تعالى ينظر إلى القلب وما فيه وما هو مشغول به، وإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
· أنار اللَّه بصرنا وبصرك .. وبصيرتنا وبصيرتك .. وهدانا وإيَّاك إلى صراطه المستقيم ووفقنا وإياك لما يحب ويرضى .. وجعلنا على سُنَّة رسولِهِ صلى اللَّه عليه وسلم ظاهرًا باطنًا .. ووقانا وإياك شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وتاب علينا وعليك توبته النصوح التي هو التائب فيها على عباده من كلِّ شيء سواه جلَّ شأنه، وعلَّمنا من فضله وعلَّمكم ذكره وشكره وحُسن عبادته، جعلنا جميعًا له عبادًا شكورين وتغمدنا جميعًا برحمته وفضله ورضوانه، وجعلنا جميعًا في كتاب نبيِّهِ صلى اللَّه عليه وسلم صلاة وتسليمًا وبركاتٍ ورحماتٍ ورضوانًا.
( ولقد وصَّينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا اللَّه )
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على عبدك وحبيبك مولانا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبهِ والتابعين وعلينا وعلى عباد اللَّه الصالحين ورُسل اللَّه وأنبيائِه والملائكة أجمعين.
كتاب مقدمة أصول الوصول - الباب الخامس - الوصايا - جزء أول -
-لعبد الله / سيدي. صلاح الدين القوصي رضي الله عنه وأرضاه
#أحب_محمدا
رابط الكتاب:
https://drive.google.com/file/d/0B40BecadRW2eSHg4MFdtTmRvc0U/view?usp=drivesdk&resourcekey=0-ACTs4t5WRwcLGQxCKgKFQg
www.alabd.com
www.attention.fm