الدكتور محمد خيري يكتب...رمضان يبدأ في اول رجب

الأحد 17 مارس 2024 -07:06

عبد الله /صلاح الدين القوصي

الاقتصاد والبنوك

مائدة الرحمن كما قدمها لنا عبد الله سيدنا ومولانا صلاح الدين القوصي هي تطبيق عملي لسنة سيدنا إبراهيم عليه السلام في إطعام الطعام وهي سنة إسلامية قديمة.
وسيدنا صلاح الدين القوصي في تطبيقه لسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوخى فقه التطبيق فياتي التطبيق مكتملا وافيا وجميلا وراقيا.
فالطاعم على مائدة سيدنا ضيف على الله ومن هنا فهو صاحب الفضل على من يقومون على خدمته حين يتيح لهم فرصة إكرامه لله وفي الله محققين مرادات الله في إسعاد خلقه ورحمتهم والرفق بهم
والطاعم يجد طعامه مشبعا كافيا ولذيذا مستطابا... ولقد أعمل سيدنا فكره في مكونات الطعام وٱنيته وكمياته والطرق المثلى لطهيه حتى يكون على الوجه الٱتم إشباعا ورضا
وسيدنا عبد الله / صلاح الدين القوصي هو كما وصف نفسه في شعره " إنا شاعر الطهر الطهور الراقي" والشاعرية رهافة في الحس تعبر عنها الألفاظ وتعبر عنها التصرفات والسلوكيات وهذا هو طابع المائدة ، تحسه في استقبال الضيوف على تنوعهم وتحسه في تجهيز الطعام للصائم وتحسه في تقديمه وفي كمه وفي نوعه وتحسه حتى عند خروج الصائم راضيا مرضيا ومدعوا إلى عود في غد .. عودا حميدا
والمائدة في موقعها الحالي وهي تستضيف الآلاف كل يوم تحتاج إلى الكثير من الإعدادات والتجهيزات حتى تظهر بشكلها الذي نراه عليه في رمضان .... لذا علمنا سيدنا أن رمضان عندنا يبدٱ في رجب
ومن هنا فنحن ننتظر اول رجب لييدأ رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم "لإيلاف قريش إيلافهم * رحلة الشتاء والضيف * فليعبدوا رب هذا البيت* الذي ٱطعمهم من جوع وٱمنهم من خوف*". صدق الله العظيم

لفت نظري حين كنت أدرس إدارة الموارد البشرية الاهتمام بترتيب الاحتياجات الإنسانية من الأدنى إلى الأعلى فكان في القاعدة من الاحتياجات الحفاظ على الحياة بجوانبها المختلفة وهذا ما بينته الآيات الكريمة حين يذكر الله قريش بنعمة الإطعام ونعمة الأمن فلا حياة لجائع ولا حياة لخائف.

توقفني مائدة الرحمن عند إطعام الطعام فهو إسهام في استدامة الحياة في الحد الأدنى الضروري من الاحتياجات الإنسانية ... ثم يأتي بعد ذلك حسن استقبال الصائم وحسن تقديم الطعام له والاهتمام بتفصيلات ذلك على نحو إنساني لائق وكريم ليلبي احتياجات إنسانية أخرى هي الأعلى في هرم الاحتياجات الإنسانية وصولا إلى الشعور بالاهتمام والتقدير الشخصيين

ومن هنا فمائدة الرحمن اهتمام بالإنسان وتلبية لاحتياجاته من أدناها استدامة للحياة حتى أعلاها من الإحساس بالتقدير

بل يتجاوز سيدنا هذه القمة فيعلمنا أن حضور الصائم تفضل منه علينا حين منحنا شرف الخدمة وجعل كمال الخدمة من كمال هذا الشرف..

رضي الله عن سيدنا ... معلمنا الخير ... الراقي


تتداول أدبيات الإدارة عموما مصطلحات رؤية المنشٱة ورسالتها

والرؤية هنا:هي نص يتفق عليه يعبر عن تصور لما تطمح المؤسسة إلى تحقيقه والوصول اليه في مستقبلها المنظور أما الرسالة: فهي نص يعلن الغرض من وجود المؤسسة و الاعمال التي تقوم بها وفوائدها وكيف تقوم بها في ظروف البيئة المحيطة بجوانبها المختلفة.

تصاغ الرؤية والرسالة بأسلوب واضح مباش جذاب وبعبارة سهلة الفهم وتوضع في أماكن ظاهرة في تجمعات العاملين وفي مكاتب كبار الموظفين ومن إليهم. والهدف من ذلك أن تصل ألى الجميع وأن يعمل الجميع على تحقيقها بعد فهم لها واقتناع بها والتفاف حولها ثم بعد ذلك تنفيذها من قبل الجميع ... كل فيما يختص به وباستخدام ما يلائمه من الأساليب

من الطبيعي أن تكون صياغات الرؤى والرسائل عامة واضحة ومن طبيعي أن توحد الناس لتحقيقها يقتضي معالجات خاصة لكل من العاملين على حدة

فلو أننا طبقنا هذه المفاهيم على مائدتنا العامرة إن شاء الله يمكننا القول بأن رؤية المائدة هي "الاستضافة الكريمة للصائم التي تتضمن حسن استقباله وتقديم الطعام الكافي المشبع له في بيئة صحية تراعي تنوع الاحتياجات والنظافة والنظام وذلك في أدب جم من قبل القائمين على الضيافة... مع امتنان للضيف أن شرفنا بخدمته تحقيقا لتعاليم معلمنا عبد الله مولانا الإمام صلاح الدين القوصي رضي الله عنه وأرضاه

ولكي يتوحد الجميع على تحقيق الرؤية .... يجب أن يؤمن الجميع بالفكرة ويلتف الجميع حولها ... ثم يتناول كل منا الجانب الذي ينفذه منها ....
وارى هنا أن رجال الإدارة قد فطنوا إلى اجتماع القلوب المخلصة
"على قلب رجل واحد"
ونحن نجتمع هنا وقلوبنا على قلب سيدنا صلاح الدين القوصي رضي الله عنه وأرضاه وهو من نعرفه على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القلب الواحد الذي يكون عليه الاجتماع

فاجتماعنا في المائدة اجتماع القلوب على قلب معلمنا الخير .. رسول الله الساري نوره فينا ...

لذا ففي المائدة يسري نور رسول الله فينا ... ومن هنا يكون التوحد ويكون التقاء النور بالنور ...

ونذكر هنا من سٱل عن وصف الجنة فقيل له "فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم"

في المائدة نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكل عام وانتم بخير

الدكتور محمد خيري