حان الوقت كي يفكر المصريون في زراعة أراضي جديدة خارج حدودهم حيث تستورد مصر نحو 50% من احتياجاتها الغذائية وعلي رأسها محاصيل الزيوت التي نستورد منها أكثر من 90% من احتياجاتنا ، وكذلك القمح الذي يزيد حجم وارداتنا منه علي إحدي عشر مليون طن سنويا وهي كمية قابلة للزيادة بحكم زيادة تعداد السكان.
وفي ظل محدودية الموارد المائية واستيراد مصر لمحاصيل يستخدم في انتاجها اكثر من 50مليار متر مكعب من المياه، واقتصار مواردنا المائية السنوية علي 60مليار متر مكعبن بما في ذلك مياه الامطار والابار الجوفية.
من هنا تأتي اهخمية اتفاقية التآخي بين مدينة "شبين الكوم" و مدينة "موسنجو" بالكونغو برازافيل، والتي تم بموجبها تخصيص 20 ألف هكتار لمصر لزراعتها بالمحاصيل الاستراتيجية مع السماح بتصنيعها وتصدير 60% منها لمصر، وتسويق 40% داخليا، ووجود مساع لزيادة هذه المساحة الي 50 ألف هكتار.
الجميل في الأمر أن مدينة موسنجو يوجد بها مطار يربطها بالعاصمة برازافيل، كما يربطها طريق اسفلت بطوله 300كيلو متر بالميناء الرئيسي "بوانت نوار" علي المحيط الأطلنطي، كما يربطها طريق طوله 220 كيلو متر بالمدن الرئيسية الأخري
والأهم من ذلك أنها أراضي عالية الخصوبة؛ وصالحة لزراعة المحاصيل الاستراتيجية كالأرز والقطن والحبوب والمحاصيل الزيتية، كما يتوفر بها خدمة الكهرباء اللازمة لقيام اي مشروع صناعي قائم علي المنتجات الزراعية.
غير أن التجارب السابقة أكدت أن نجاح مثل هذه المشروعات يتطلب شريك قوي من رجال الأعمال أصحاب البلد، وأن يكون هناك تواجدا قويا لشركات قطاع الأعمال العام لتذليل العقبات أمام المستثمرين المصريين، فالتحديات هناك كبيرة وعلي رأسها وجود استثمارات ضخمة لدول عظمي لا تريد أن تعطي الفرصة لمنافسين لها.
اعتقد أنه قد حان الوقت للاستعانة بالشركة القابضة التي تضم شركات استصلاح الأراضي " مساهمة البحيرة ، وكوم امبو، والعقارية ، والعامة لإستصلاح الأراضي ، والعربية لإستصلاح الأراضي والتي تم اهمالها عن عمد وحان الآن وقت الاستعانة بهم في تحقيق استثمارات زراعية حقيقية داخل أفريقيا.