حوار: أمير العسيري – سيد سعيد
رئيس مجلس إدارة “الحمد للاستثمار العقاري والمقاولات” في حوار شامل حول التنمية، الطاقة، والتعليم الفني
أكد المهندس رامي فؤاد، رئيس مجلس إدارة شركة “الحمد للاستثمار العقاري والمقاولات”، أن رؤية مصر 2030 التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي تمثل نقطة تحول في جذب الاستثمارات وخلق بيئة اقتصادية مرنة قادرة على مواجهة التحديات الجيوسياسية. وأوضح أن الشركة تسير على خطى هذه الرؤية، من خلال تنفيذ مشروعات قومية واستراتيجية داخل مصر وخارجها، أبرزها مشروع الربط الكهربائي المصري السعودي، الذي يُعد خطوة لربط قارتين وليس مجرد دولتين.
---
الانطلاقة والتأسيس
تأسست الشركة عام 2017، وبدأت نشاطها كوكيل لكابلات الفايبر من بولندا، وتم توزيعها لمعظم الشركات العاملة مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء لتنفيذ مشروعات قومية.
وفي عام 2019، توسعت الشركة لتكوين مجموعات متخصصة في تركيب كابلات الفايبر واكسسواراتها، بالإضافة إلى مجموعات تنفيذ أعمال وصلات ونهايات كابلات الضغط العالي، مما عزز من قدرتها الفنية في تنفيذ الأعمال الميدانية بكفاءة عالية.
كما ساهمت في مشروع القطار الكهربائي LRT بالتعاون مع شركات وطنية، وساهمت أيضًا في مشروع الربط الكهربائي المصري السعودي، وكذلك مشروع الطاقة الشمسية ببنبان بأسوان، أحد أكبر مشروعات الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط.
---
البنية التحتية والتوسع الإقليمي
بفضل دعم القيادة السياسية لمشروعات البنية التحتية، وضعت شركة “الحمد” خطواتها على طريق التنمية المستدامة، وافتتحت فرعًا بالمملكة العربية السعودية، ما يمثل ربطًا استراتيجيًا بين قارتي آسيا وأفريقيا. كما نفذت الشركة أعمالًا في ليبيا وعدة دول أفريقية، مما يعكس ثقة الدول في الكفاءة المصرية وقدرة الشركات الوطنية على تنفيذ مشروعات ذات طابع دولي.
---
مشروع “حياة كريمة”
رغم عدم مشاركة الشركة في المشروع بشكل مباشر، أشاد المهندس رامي فؤاد بأثره الكبير في تحسين حياة المواطنين بالقرى الفقيرة، من خلال توفير خدمات أساسية مثل الصرف الصحي، المياه، الكهرباء، والاتصالات. وأكد أن المشروع يمثل نقلة نوعية في التنمية المجتمعية، ويعكس رؤية الدولة في تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة.
---
التكامل مع أفريقيا في مجال الطاقة
أشار رامي فؤاد إلى أن مصر جزء أصيل من القارة الأفريقية، وتعمل على دعم دولها من خلال مشروعات الربط البري والطاقة، مثل مشروع “كيب تاون – القاهرة”. وأكد أهمية دراسة الفرص الاستثمارية في القارة لتحقيق التكامل الاقتصادي، خاصة في ظل وفرة الموارد الطبيعية، مشددًا على ضرورة وجود شركات مصرية قادرة على تنفيذ مشروعات الطاقة والبنية التحتية في أفريقيا بكفاءة عالية.
---
التعليم الفني والبحث العلمي
دعا رامي فؤاد إلى ربط التعليم بسوق العمل، من خلال فتح مدارس فنية متخصصة، على غرار نماذج ناجحة مثل السويدي وتوشيبا العربي، لتأهيل الطلاب عمليًا ونظريًا وفقًا لاحتياجات القطاعات الإنتاجية. كما شدد على ضرورة ربط الشركات بالبحث العلمي، لتطوير المنتجات والكوادر بالتعاون مع الوزارات المختلفة، وعلى رأسها وزارات الاتصالات، التعليم الفني، التعليم العالي، والكهرباء والطاقة، بما ينعكس على جودة الصناعة الوطنية ويعزز من تنافسيتها عالميًا. وأكد أن هذا التكامل بين القطاع الخاص والجهات الحكومية هو السبيل لبناء قاعدة صناعية قوية قائمة على الابتكار والمعرفة.
---
الاستثمار في الطاقة المتجددة
أوضح أن الشركة تواكب توجه الدولة نحو الطاقة النظيفة، من خلال مشاركتها في مشروعات مثل “بنبان” للطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، بالإضافة إلى مشروع الضبعة النووي. وأكد أن الحكومة تخصص ميزانية مستقلة لضمان استمرارية هذه المشروعات، رغم التحديات الجيوسياسية، مما يعكس التزام الدولة بالتحول نحو مصادر الطاقة المستدامة.
---
خطة الطرح في البورصة
كشف رامي فؤاد عن وجود رؤية واضحة لطرح الشركة في البورصة مستقبلًا، بعد نجاح فرعها في السعودية، بهدف تصدير الكوادر المؤهلة ورفع اسم مصر في الأسواق العالمية، مؤكدًا أن الطرح سيكون خطوة استراتيجية نحو التوسع المؤسسي وتعزيز الشفافية والحوكمة.
---
التعاون داخل السوق المصري
أكد أن سوق العمل قائم على التكامل والتعاون، مشيرًا إلى شراكته مع المهندس يسري خالد، نائب رئيس مجلس الإدارة، والتعاون مع شركات مثل الشركة المصرية لنقل الكهرباء، الشركة المصرية الصينية، إنرجيا السويدي، النماء، الجمال، مدكور، وحسن علام، بما يخدم مصلحة الوطن ويعزز من قدرة القطاع الخاص على تنفيذ مشروعات قومية بكفاءة.
---
رسالة إلى القيادة السياسية
قال رامي فؤاد: “نحن نعمل على خطى الرئيس عبد الفتاح السيسي في تنفيذ رؤية مصر 2030، ونسعى لأن نكون جزءًا من منظومة التنمية التي تقودها الدولة. ونتعلم من الأزمات، مثل أزمة الكهرباء في جزيرة الدهب، التي أثبتت أن الحكومة تعمل بروح الفريق الواحد، بقيادة الرئيس، وبتحرك سريع من الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة، الذي تابع الموقف ميدانيًا واتخذ قرارات حاسمة لحل الأزمة. كما كان للسيدة المهندسة منى رزق، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لنقل الكهرباء، دور محوري في إدارة الأزمة بكفاءة عالية، مما يعكس احترافية مؤسسات الدولة في التعامل مع التحديات. هذا النموذج من القيادة يدفعنا لتأهيل الشبكات لمواجهة الأحمال المستقبلية، وتحقيق الاستقرار الكهربائي في مختلف المحافظات، بما يواكب تطلعات الدولة نحو التنمية المستدامة.”

