لأول مرة في التاريخ تهدد الولايات المتحدة الأمريكية علنا العالم بإستخدام القنبلة الذرية، اذا تعرض امنها السيبراني للخطر، بعد أن دفعت الكورونا العالم الي التوسع غير الرشيد في استخدام الانترنت في كافة التعاملات اليومية، فإذا علمنا أن أي جماعة ارهابية تستطيع الآن الدخول علي أجهزة الكمبيوتر التي تدير حسابات البنوك لأي دولة في العالم واحداث شلل بها لعدة أيام، أدركنا دواعي ذلك التهديد.
ضاعف من خطورة هذه الجرائم التوسع في استخدام الذكاء الإصطناعي الذي يسمح بتغيير بصمة صوت الطفل ليصبح كصوت الرجل الكبير أو يصبح صوت امراة، حيث تشير الإحصائيات إلي تعرض نحو 72% من شركات العالم الرقمي في الوطن العربي عام 2023، لنوع من الجرائم السيبرانية بسبب نقص الوعي لدي المواطنين بخطورة هذه النوعية من الجرائم التي تتضاعف خطورتها يوما بعد يوم.
أخطر من ذلك توقع الخبراء أن يصبح الذكاء الإصطناعي أقوي من الذكاء البشري عام 2025، أي بعد عام واحد من الأن بحيث يفقد الإنسان قدرته في السيطرة عليه، الأمر الذي سيتيج للجماعات الإرهابية قدرات غير محدودة في توفير التمويل عبر اختراق حسابات المودعين لدي البنوك، كما سيتيح للدول احداث ارباك بين كل اجهزة الدول المعادية لها، لعدة ايام تقضي تكون خلالها قد شلت حركة الحياة بالكامل داخل هذه الدولة.
لذلك كان طبيعيا ان يخصص العالم 4.8تريليون دولار عام 2022 لتأمين كل الأجهزة الحساسة، وبخاصة البنوك حول العالم ضد الجرائم السيبرانية، بنفس درجة تأمين معلومات الأمن القومي للدول، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم ليصل إلي 20تريليون دولار عام 2026، في ظل اتساع مساحة التعاملات الرقمية حول العالم.
من هنا تأتي حتمية ادخال برامج التأمين من مخاطر الهجمات السيبرانية ضمن المناهج الدراسية لطلاب المدارس والجامعات، وايجاد آلية لتعليم كبار السن الذين تضطرهم الظروف الي التعامل مع البنوك في صرف المعاش أو استقبال تحويلات من ابنائهم بالخارج، ولابد من الإسراع بسن القوانين المنظمة للتعامل مع معلومات الغير التي قد تصل الي أي انسان صدفة، او ضمن خطة قرصنة يكون هو نفسه طرفا فيها دون ان يدري، بعد أن امكن حقن دماغ الإنسان بمعلومات تسمح بالسيطرة عن بعد.
من أجل ذلك قامت جيوش العالم بانشاء قوات نظامية خاصة بالأمن السيبراني علي غرار القوات الجوية أو البحرية، للتعاطي مع الجرائم السيبرانية التي تستهدف السيطرة علي استخدامات الآخرين للإنترنت، بعد أن اصبح اسلوب حياة، فكل شئ،يتم من خلاله بداية من حجز تذاكر الطيران والقطارات، وصرف المستحقات المالية، الي الحد أن دولة مثل الإمارات العربية أعلنت أنها لا تستخدم ورقة واحدة في كافة تعاملاتها الحكومية.
ما يعني التوسع المستمر في التعاملات عبر المواقع الإلكترونية، بصورة يصعب معها علي الإنسان السيطرة عليها بالوسائل التقليدية، ولابد من أن يتضمن تأهيل المواطن في التعامل مع اي فيزا للبنوك تعلم أنواع السطو التي قد يتعرض له حسابه، فقضية الأمن السيبراني لم تعد أمرا يهم المتخصصين وحدهم بل يهم كل انسان حتي لا يقع في الجريمة دون أن يدري.