أمير العسيرى - سيد سعيد
منذ توليه منصب المدير التنفيذي للشركة المصرية للتنمية الزراعية والريفية، وضع المحاسب منتصر الأبجيجي استراتيجية واضحة تهدف إلى إعادة هيكلة الشركة، وتحويلها من وضع اقتصادي صعب إلى مؤسسة ناجحة تقف خلف الفلاح وتدعم توجهات الدولة في التنمية الزراعية. في هذا الحوار، يكشف لنا عن تفاصيل التجربة، والإنجازات، والتحديات التي واجهها، وخطط المستقبل.
■ في البداية.. كيف تقيّم وضع الشركة عندما توليت المسؤولية؟
بصراحة، عندما توليت المنصب كانت الشركة تعاني من تحديات كبيرة على المستويات المالية والإدارية والتسويقية. كان هناك فقدان للثقة في قدرة الشركة على الاستمرار، خاصة أنها مرت بفترات طويلة من الخسائر. لكنني رأيت أن هذه التحديات يمكن أن تتحول إلى فرصة إذا عملنا برؤية جماعية وبخطة واضحة المعالم.
■ ما أبرز الخطوات التي اتخذتها لإعادة الشركة إلى مسارها الصحيح؟
أولًا كان لا بد من وقف نزيف الخسائر، وهذا تحقق عبر ضبط النفقات وإعادة النظر في طرق التسويق. ثم بدأنا خطة لإعادة هيكلة الفروع والمنافذ على مستوى الجمهورية، مع التركيز على تطوير العنصر البشري لأنه أساس النجاح. أيضًا عملنا على زيادة عدد المنتجات الزراعية المتاحة للفلاح، وبدأنا الدخول في شراكات استراتيجية مع وزارات وجهات مختلفة لتعزيز دور الشركة.
■ هناك حديث عن تحول الشركة من الخسارة إلى الربح.. كيف تحقق ذلك؟
الحمد لله، خلال فترة قصيرة تمكنا من تحقيق أرباح مقارنة بالسنوات الماضية، وهذا يعود إلى عدة عوامل: تحسين منظومة البيع والتوزيع، زيادة المنتجات، والتوسع في منافذنا المنتشرة بالجمهورية. كما بدأنا في ميكنة الفروع لتسهيل الخدمة المقدمة للفلاح وضمان الشفافية والسرعة.
■ كيف ترى دور الشركة في دعم الفلاح المصري؟
الفلاح هو محور عملنا، وكل خطوة نقوم بها تهدف في النهاية إلى خدمته وتخفيف أعبائه. نحن نوفر له مستلزمات الإنتاج من أسمدة وبذور وتقاوي وآلات بأسعار مناسبة وبجودة عالية. كذلك نعمل على إدخال تكنولوجيا حديثة تساعده على رفع إنتاجية الأرض، وهذا ما يجعلنا شريكًا حقيقيًا للفلاح في رحلة الزراعة والإنتاج.
■ وقّعتم مؤخرًا بروتوكولات مهمة مع وزارات وجهات حكومية.. ما الهدف منها؟
الهدف الأساسي هو توحيد الجهود وعدم تكرارها، فالزراعة قضية قومية لا تخص وزارة أو جهة واحدة فقط. لذلك كان لا بد من التنسيق مع وزارة الزراعة، وزارة الإنتاج الحربي، البنك الزراعي المصري، وغيرهم. هذه البروتوكولات ستفتح مجالات أوسع للشركة، وتمنحها قدرة أكبر على تسويق المنتجات الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
■ ما أبرز التحديات التي تواجهكم حاليًا؟
التحدي الأكبر هو تغيير ثقافة التعامل مع الشركة سواء من الفلاحين أو من الموظفين أنفسهم. نحن نسعى لترسيخ فكرة أن الشركة المصرية للتنمية الزراعية والريفية مؤسسة وطنية قوية تقف خلف الفلاح
■ كيف تتعاملون مع ملف التحول الرقمي وميكنة الفروع؟
بدأنا بالفعل في خطة شاملة للميكنة، حيث تم إدخال أنظمة إلكترونية متطورة للفروع لتسهيل التعاملات وضمان الشفافية. هذا المشروع سيُحدث نقلة نوعية في أداء الشركة، وسيمكن الفلاح من الحصول على خدماته بسهولة أكبر، كما يضمن لنا دقة البيانات وسرعة اتخاذ القرار.
---
■ وماذا عن رؤيتك المستقبلية للشركة خلال السنوات القادمة؟
رؤيتي أن تتحول الشركة إلى الذراع التسويقي الأول للقطاع الزراعي المصري، وأن تكون موجودة بقوة في كل قرية ونجع من خلال منافذها. لدينا خطة للتوسع في المنتجات والخدمات لتشمل ليس فقط المستلزمات الزراعية، بل أيضًا تقديم الاستشارات والدعم الفني للفلاحين.
■ كلمة أخيرة توجهها للفلاحين وللعاملين في الشركة؟
أقول للفلاحين: نحن معكم في كل خطوة، ونعمل من أجلكم، ونجاح الشركة هو نجاح لكم. وأقول للعاملين: أنتم أساس هذه النجاحات، وبالعمل الجماعي والإخلاص سنحقق ما نصبو إليه جميعًا.
