جانب من الندوة
امير العسيري
تحت رعاية وزير الثقافة الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هنو، والأستاذ الدكتور هشام عزمى؛ الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والأستاذ أمير نبيه رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، وبالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية متمثلة فى (النادى الدبلوماسى)، عقد المجلس الأعلى للثقافة.
أمسية ثقافية بعنوان: (مصر.. بوليفيا : علاقات ثقافية)، وذلك احتفاءً بالعلاقات المصرية البوليفية، وبالتزامن مع حلول العيد الوطنى البوليفى فى عامه التاسع والتسعين بعد المئة، وشهدت الأمسية عرضًا لفيلم تسجيلى قصير يتمحور حول أبرز المعالم السياحية البوليفية ذات الطبيعة الساحرة، والأنشطة الثقافية والتراثية التقليدية البوليفية المميزة؛ وأدار النقاش الأستاذ الدكتور هشام عزمى؛ الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وشارك فى الأمسية المستشار الدبلوماسى السيد إيدوين ريفيرو كيسبرت؛ القائم بأعمال سفير دولة بوليفيا فى القاهرة، كما بُثت كلمة مصورة بتقنية الفيديو للسفير حاتم النشار؛ سفير مصر فى بوليفيا، كما شهدت الفاعلية مشاركة الأستاذة الدكتورة جيهان أمين؛ رئيسة قسم اللغة الإسبانية بكلية الآداب جامعة القاهرة، والأستاذة الدكتورة نورهان الشيخ؛ أستاذة العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، والدكتورة هيام عبده؛ رئيسة قسم اللغة الإسبانية بكلية الأداب جامعة حلوان، علاوة حضور كوكبة من متابعى الواقع الثقافى المصرى، والأكاديميين والإعلاميين والباحثين فى شأن التعاون الثقافى المصرى البوليفى.
تحدث الدكتور هشام عزمى قائلًا: "يسعدنى ويشرفنى أن أرحب بحضراتكم في رحاب المجلس الأعلى للثقافة، بيت الثقافة المصرى. ها نحن نلتقى الليلة فى الندوة التاسعة والعشرين من سلسلة هذه المبادرة الجديدة الواعدة التى أطلقتها وزارة الثقافة تحت مظلة المبادرة الأم (الثقافة بين إيديك) منذ ثلاث سنوات خلت وتواكبت مع بدايات انتشار جائحة كورونا، واسمحوا لى بداية أن أنقل لحضراتكم تحيات معالى وزير الثقافة الأستاذ الدكتور أحمد هنو، نعم نلتقى اليوم مرة أخرى فى مبادرة (علاقات ثقافية)، تلك المبادرة التى انطلقت من قطاع العلاقات الثقافية الخارجية واحتضنها المجلس الأعلى للثقافة، وترعاها وزارة الثقافة، وتم التنسيق فيها مع الأفاضل فى وزارة الخارجية، هذه المبادرة التى تؤكد أن مصر كانت وستظل تنظر إلى علاقاتها الثقافية بدول العالم المختلفة باعتبارها قيمة فى حد ذاتها وأن العلاقات الثقافية فى مجملها هى قيمة مضافة للثقافة الإنسانية".
وتابع قائلًا: "يسعدنى أن نلتقى اليوم فى رابع ندوات المبادرة الجديدة علاقات ثقافية بعد فترة توقف استمرت لظروف مختلفة؛ (بنجلاديش وبيلا روسيا وصربيا) هذه المبادرة التى تهدف إلى إلقاء الضوء على الجوانب الثقافية للعلاقات القائمة بين مصر وشعوب العالم المختلفة، وذلك من خلال استضافة سفراء تلك الدول للتعريف بثقافة دولهم، وكذلك مجموعة من الضيوف المهتمين بثقافة هذه الدول للتركيز على العلاقات والروابط الثقافية التى جمعتها بمصر على مدار التاريخ، وبهذه الكيفية تسعى المبادرة إلى أن تقدم للجمهور المصرى رصيدًا متميزًا ومهمًا من صور التواصل والتبادل الثقافى بين مصر ودول العالم المختلفة والذى قد يكون غائبًا فى بعض الأحيان"، وفى مختتم حديثه قال: "وفضلا عن أيجابيات المبادرة ودورها فى توطيد أواصر الروابط الثقافية مع دول العالم المختلفة, فإنها تعد أيضا نموذجا مميزا للشراكة بين الهيئات والقطاعات المختلفة للوزارة فى تحقيق استراتيجيتها وأهدافها؛ حيث تم إطلاق هذه المبادرة من خلال قطاع العلاقات الثقافية من ناحية والمجلس الأعلى للثقافة من ناحية أخرى. كما أنها تعد تجسيدا للتعاون بين وزارة الثقافة والوزارات الأخرى؛ حيث يتم التنسيق فى هذه المبادرة مع وزارة الخارجية؛ ومن دواعى سرورنا أن تكون بداية المبادرة اليوم باستضافة جمهورية بوليفيا. لقد تميزت العلاقات الثنائية بين مصر وجمهورية بوليفيا بالاستقرار والود؛ حيث يحرص الجانبان على تعزيز العلاقات الثنائية سواء سياسيًا أو اقتصاديًا أو تجاريًا، يتواكب هذا النشاط مع احتفال بوليفيا بعيد استقلالها الذى بلغ عامه التاسع والتسعين بعد المئة، والذى يحل فى السادس من أغسطس، جزيل الشكر والتقدير لمعالى وزير الثقافة على دعمه الدائم والمستمر لكل المبادرات والفعاليات والأنشطة، كما أتوجه بالشكر والامتنان لسعادة السفير محمود طلعت بوزارة الخارجية، كما يطيب لي أن أتوجه بالشكر لكل من الزميل والصديق العزيز أمير نبيه رئيس قطاع العلاقات الثقافية، وكل الشكر والتقدير لحضراتكم الحضور الكريم لتشريفكم ودعمكم لهذه المبادرة".
فيما تحدث السيد إيدوين ريفيرو كيسبرت؛ القائم بأعمال سفير دولة بوليفيا فى القاهرة قائلًا: "سعدت بإسناد رئيس البعثة بسفارة بوليفيا فى مصر لى أن أكون هنا اليوم، مُمثلًا لبوليفيا فى هذا الاجتماع المهم الذى يحتفى بالعلاقات والتشابهات الثقافية لدينا؛ حيث نتحدث عن بوليفيا ومصر، ونحن نحتفل بالذكرى الخامسة والستين للعلاقات الدبلوماسية والصداقة، وجميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتعليمية والصحية والثقافية والسياحية."
وتابع السيد كسبرت قائلًا: "احتفلنا فى السادس من أغسطس بمرور مئة وتسعة وتسعين عامًا على استقلالنا، وهى فترة طويلة شهدت العديد من الأحداث التاريخية والتحديات والانتصارات للشعب البوليفى، عملنا دائمًا من أجل المنفعة العامة والتكامل المتناغم، وحققنا ثانى أدنى معدل للتضخم واستقرار الأسعار فى المنطقة، ونجحنا فى زيادة الاستثمارات العامة بصورة كبيرة، ومشاريع الأغذية، والكيمياء الأساسية، والحديد والصلب، وسجلنا أرقامًا قياسية تخص صادرات اليوريا، كذلك مؤخرًا شارك الرئيس لويس أرسى كاتاكورا فى القمة الرابعة والستين (الميركوسور) كعضو كامل، وهو ما يمثل إنجازًا تاريخيًا للشعب البوليفى الذى صدق على بروتوكول انضمام بوليفيا إلى السوق المشتركة للجنوب الأمريكى، وبالرغم من العوامل الداخلية والخارجية التى تشكل ضغطًا على اقتصادنا، ندرك قوة الشعب البوليفى وتصميمه على قيادة بوليفيا بصورة لن تسمح لهذه العوامل بزعزعة الديمقراطية البوليفية، وقدشاهدنا مثالًا واضحًا على التزامنا بالديمقراطية في السادس والعشرين من يونيو هذا العام، حينما تم إحباط محاولة الانقلاب بفضل حماس البوليفيين الذين خرجوا إلى الشوارع للدفاع عن الديمقراطية ودعم الرئيس الدستورى لويس أرسى كاتاكورا؛ فمن هنا نشكر المجتمع الدولى الذى أدان محاولة الانقلاب هذه، ونعرب عن امتناننا لجميع الدول التى أبدت تضامنها مع الشعب البوليفى وحكومته، إن التحديات كثيرة لكن بوليفيا ستواصل سعيها للدفاع عن الثورة الديمقراطية والثقافية.
ثم قال فى السفير البوليفى فى مختتم حديثه: "بات من الضرورى فى عالم يزداد عولمةً، التعرف على الروابط التى تتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية وتجمع بين الشعوب والثقافات بطرق عديدة غير تقليدية؛ فإن بوليفيا ومصر رغم وجودهما فى قارتين مختلفتين وتاريخهما العريق، يشتركان فى تشابهات ثقافية مذهلة، وتحديات مشتركة فى السياق الحالى، إن حضاراتنا لها جذور عميقة وتراث ثقافى غنى يتجلى فى تقاليدنا وفنوننا وموسيقانا، وقبل كل شىء فى روح شعوبنا، إننا فى بوليفيا كما فى مصر، نُقدر تراثنا الثقافى بشكل كبير؛ فإن أراضينا مليئة ببقايا الحضارات القديمة التى تركت لنا برًا لا يقدر بثمن، مثل أنقاض تيواناكو فى بوليفيا بهياكلها الحجرية المذهلة، التى تلقى ذات الاحترام الذى تحظى به الأهرامات الشامخة هنا فى الجيزة فى مصر، لذا فإن كلا البلدين يعتبران نفسيهما حارسين لهذا التراث الحضارى الإنسانى الفريد".