الداعية د.أشرف الفيل: التكنولوجيا الذكية حملت الدعوة إلى كل أنحاء العالم

الجمعة 24 يونيو 2022 -07:16

جانب من الحوار

حوار: أحمد حمدي
الداعية د. أشرف الفيل: 
 واجهت "مسالك الشيطان" بمخاطبة العقل وإظهار وسطية الإسلام
 
 تأثرت بأداء الشيخ الشعراوى صديق والدى ومعلمى الأول
 
 إنتهجت أسلوبا غير مألوف لأواكب العصر
 
 أُحذر الدعاة من الإشارات العصبية وأخطاء التوتر

 
يعد فضيلة الشيخ فضيلة الشيخ د. أشرف الفيل أحد منارات الدعوة الأسلامية المستنيرة، سواء من خلال خطبه ومحاضراته ومؤلفاته، أم عبر برامجه التى يطل من خلالها بوجهه المشرق المبتسم دائما، على الملايين من متابعيه فى مصر والعالم العربى عبر شاشة التلفزيون المصرى، والفضائيات، كأحد علماء الأزهر المستنيرين، موضحا وسطية الإسلام وسماحته، ناشراً الوعى بقواعده الصحيحة وقيمه العظيمة، سلك طريق الأزهر الشريف منذ طفولته، حيث التحق بالتعليم الأزهرى منذ المرحلة الابتدائية حيث علي ليسانس اللغة العربية فى جامعة الأزهر عام 1994 ثم تم تعينة إماماً بوزارة الاوقاف عام 1996، بعدها التحق بكلية الدعوة وحصلت فيها على الماجستير ثم الدكتوراه، أما أهم أساتذته فهو إمام الدعاة الشيخ الشعراوى رحمه الله عليه، الذى كان جاراً لهم فى المنصورية بمنطقة الهرم، وصديقا لوالده، فى حوارانا مع فضيلته أكد لنا أن الهدف من الدعوة هو توعية الناس، وإظهار سماحة ووسطية الإسلام، وإرضاء الخالق سبحانه وتعالى، وأن التكنولوجيا الذكية أسهمت فى توسيع نطاق الدعوة، وأنه فى هذا السياق إنتهج نهجاً دعوياً مختلفاً ليناسب العصر.. وإلى تفاصيل الحوار
 
ماذا أضافت تكنولوجيا الذكاء الإصطناعى للداعاة والدعوة الاسلامية؟
 
الحقيقة أن الإنترنت والسوشيال ميديا، وأدوات الذكاء الاصطناعى أضافت كثيراً جدا للدعوة الإسلامية، فأنا الآن فى ظل التطور التكنولوجى الهائل أستطيع أن ألقى عليهم محاضرات فى أى مكان فى العالم وهم فى منازلهم، كذلك يستطيع الانسان أن يبحث عن أى معلومة دينية عبر الانترنت، وفى الحقيقة فقد أضافت التكنولوجيا للدعاة وللدعوة الاسلامية الكثير والكثير ووسعت نطاق المعرفة والانتشار.. لذلك فقد ساعدت لغة الصورة والملامح وطريقة الإلقاء فى مناقشة المواضيع الدينية بإتباع سنة الرسول عليه الصلاة والسلام.

طرحت شكلاً جديداً للدعوة خرج عن النمط المألوف للدعاة.. ما السبب؟
 
الدعاه قديماً كانوا يتحدثون باللغة العربية الفصحى، كانوا يحفظون النصوص ويلقونها كما هى،لكن كان مستوى الجمهور المستمع حينئذ متقناً للغة العربية فإذا تحدث الخطيب باللغة العربية الفصحى، كان يفهمه أكثر الناس، وخطبة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت لا تزيد على أربع عشرة جملة يقولها ما بين أربع عشرة دقيقة، وسبع دقائق، لكن كانت هذه الجمل يفهمها الصحابة لأنهم كانوا أرباب اللغة والفصاحة.
أما فى عصرنا هذا فقد تداخلت اللغات الأجنبية وغيرها فى حديثنا، حتى إننا فى مصر علي وجه التحديد كثير من كلامنا يدخل فيه اللغة الانجليزية، حتى فى كلام الإنسان العامى، وعندما يتحدث الداعية يحتاج إلى أن يستخدم ذات لغة المستمع، حتي يصل الكلام للمستمع ويستطيع ان يفهمه، والحقيقة أنا بفضل الله أخذت هذا المنهج منذ البداية فى الحوار مع الناس حتى فى خطبة الجمعة اتحدث هكذا أكثرها بالعامية، لكى أتمكن من الوصول للمستمعين والمشاهدين، كما أحرص فى حديثى على أن أن أخاطب العواطف والعقل معا، فعلى سبيل المثال فى حادثة الإسراء والمعراج، عندما ناقشتها فى أكثر من منصة إعلامية، ضربت مثالا فقلت "لو أن رجلاً أخذ طفلاًرضيعًا وصعد به إلى النخلة، وصور الطفل فوق قمة النخلة وعرض الصورة على الناس وقال هذا الطفل قد صعد إلى النخلة، فلن تصدق الناس بالطبع هذا الامر وسوف تشكك فيه، وعندما نحكم العقل، فهل الطفل يستطيع صعود النخلة؟ بالطبع لا.. فكيف صعد؟.. أبوه هو الذى حمله ووصل به إلي فوق النخلة.. وإلا لما صعد ولله المثل الأعلى وهذا معني قوله تعالي "أسرى بعبده" فأسند الفعل إلى نفسه، وإسناد الفعل إلى الله عز وجل لا يحتاج إلى تفكير، وهذا خطاب العقل، فأنا أختار خطاب العقل عندما تكون المسألة داخلة فى نطاق الشبهات، إنما إذا كانت المسألة داخلة فى نطاق العبادات والطاعات فربنا يقول "ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، فهنا لابد أن أكلم الناس بالعاطفة والحسنى، والرسول عليه الصلاة والسلام كان يخاطب الناس بالعاطفة ويحمسهم لعمل الخير فى الكثير من الأمثلة، لكن ليس معنى هذا ان يكون الحديث كله عقليا ولا أن يكون كله عاطفيا، فلو كان كله عقليا سوف ينفر منك الناس، ولو كان كله عاطفيا يصبح مبالغة ولا يقبله كثير من الناس، إذنً نحن نحتاج إلى مخاطبة العقل والعاطفة معا، لكن يبقى الأصل فى الدعوى ليس إرضاء المتلقى، لكن إرضاء الله سبحانه وتعالى، وأنا أسعى ما استطعت إلى أن يكون مقصد الدعوى هو إرضاء الله سبحانه وتعالى.
 
يرى البعض ممن يشاهدون خطبك وأحاديثك أنك تأثرت كثيراً ربما إلى حد التطابق بأداء فضيلة الشيخ الشعراوى ما تعليق فضيلتك؟
 
الحقيقة أنا متأثر بالإمام الشعراوى رحمة الله عليه خاصة فى طريقة الإلقاء والمناقشة فهو معلمى الأول، منذ الطفولة حينما كنت أسكن فى منطقة أبورواش على ترعة المنصورية، وكانت المنطقة قديماً يحيطها الزراعة يميناً ويساراً، وكان يوجد بالمنطقة أرض ملكية للملك فاروق، كما كان يوجد بها فيلا فضيلة الشيخ الشعراوى، وكان سيدنا إمام الدعاة رحمة الله عليه يصلى العصر، ثم يذهب لهذه المنطقة على ضفاف الترعة، ويجلس مع الوالد يتذكران القرءان الكريم والأذكار، وأنا اجلس معهما أسمع لسيدنا وأراجع معه القرءان الكريم، وفضيلته يعلمنى الكثير من الآيات، وقد اعتدت على هذه الحال عدة أعوام، وعندما ختمت حفظ القرءان الكريم فى سن صغيرة، قام سيدنا بتقديمى إماماً للمصلين، وحين التحقت بسلك الدعوة الشريفة ،كنت أحرص على الاستماع إليه كثيراًجداً، وأنا أتابع تفسيرفضيلته للقرءان الكريم، ولهذا ربما أكون قد تأثرت بأسلوبه، أما بالنسبة للمنهج الدعوى فهو مختلف من وضع إلى آخر، ففى الخطبة مثلاً كان معلمنا قدوتنا الأولى الرسول صلى الله عليه وسلم يجعلها بمثابة بيان للناس بجمل محددة وموجزه وهو الأصل فى الخطبة، كما كان عليه الصلاة والسلام فى لغة الخطاب مبتسماً دائماً، فهذا للمتلقى يشرح الصدر ويريح القلب.
وفيما يتعلق بمجلس العلم أو الدعوة، فينبغى أن يكون الداعية متبسطاً، ويكون فيها دورمهم لحركة اليد، ونظرة العين، وعليه تقسيم النظرات إلى الحاضرين له أفضل تأثير، فالداعية لا ينظر الى جهة واحدة أو إلى شخص واحد، وإنما يعدد النظرات على كل الحاضرين، فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يعدل فى توزيع نظراته إلى أصحابه، كذلك لا ينبغى أن تكون الإشارة باليد دالة على العصبية، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال "ليس منا من دعى إلى عصبية"، لأن المتلقى يحتاج منك أن تكون هادئ البال، هادئ النفس، مستريحاً، حتى تنقل له هذا الشعور الإيجابى، أما إذا كنت منفعلاً، وحركات يدك تدل على إنفعالك، فهذا يجعل الشخص الذي يتلقى منك متوتراً، وعند ذلك ربما يفهم كلامك خطأ، بل إن الداعية أو العالم إذا توتر أو تعصب فى حديثه فقد يقع فى أخطاء، والنبى عليه الصلاة والسلام، كان إذا قال كلاماً، يحفظه الجالس ويفهمه المتعجل.
 
حدثنا عن رحلات فضيلتك الدعوية خارج مصر؟
 
عن رحلاتى الدعوية خارج مصر فقد سافرت إلى الكثير من البلدان وألقيت الكثير من المحاضرات هناك، حيث سافرت إلى ماليزيا وإلى الامارات العربية المتحدة، وإلى المملكة المغربية، كما سافرت إلى تونس، وسافرت ومن الدول الأجنبية سافرت إلى إيطاليا وفنلندا، وأمريكا والكثير من البلدان التى ربما لم اتذكرها، حيث قمت بواجبى فى الدعوة بتكليفات رسمية من وزارة الأوقاف، كما حضرت الكثير من المؤتمرات الإسلامية الدولية.