عواصف لونية بمتحف محمود مختار

السبت 25 يونيو 2022 -02:45

الفنان عاطف طلبة

حوار: د. السيد رشاد - ليلى البرجى
الفنان عاطف طلبة:
 أرسم ما يجول بخاطرى بعيداً عن أى قيود
 
 الواقع من حولنا لوحة كبيرة وعجيبة
 
 أستمد أفكار لوحاتى من مخزونى الخاص
 
ألوانى المتفجرة تناسب صخب العالم الآن

 
"عواصف لونية" هو أحدث معارض الفنان الكبير عاطف طلبة، الذى أقامه قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المصرية مؤخرا برعاية د. إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، وتحت إشراف د.خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية بقاعة نهضة مصر بمركز محمود مختار الثقافي، ضم المعرض مجموعة من أحدث لوحات التصوير الزيتى للفنان عاطف طلبة ،الذى سبق أن حظى بمكانة عالمية رفيعة فى فن النسيج المرسم ، وقد أثارالمعرض، عاصفة من ردود الأفعال لدى قطاع كبير من نقاد وفنانى ومتابعى الفن التشكيلى فى مصر، والتى جاء معظمها محتفيا ومرحبا بتجربة الفنان عاطف طلبة المبهرة فى فن التصوير سواء بالألوان أم الأبيض والأسود، حيث ضم المعرض العديد من اللوحات من كلا النوعين، وإن جمعهما معا تلك الطاقة الفنية - اللونية المتفجرة، وشديدة الثراء والتنوع والصخب الفنى الجميل وعلى هامش المعرض أجرينا معه هذا الحوار:
 
لماذا اخترت هذه الفوضى اللونية الصاخبة التى تعبر عن موهبة قوية متفجرة بعيدا عن أية قيود أكاديمية تحد من انطلاقها؟
 
أقدمت على هذا النهج لكى أمنح هذه الأعمال أفقا أرحب، عبرالهروب من قيود الانتساب لاتجاه فنى محدد،‮ لكننى أهتم بشكل خاص بملامسة البعد النفسى فى لمسات فرشاتى على المسطح الأبيض،‮ ‬حرصا على نقل هذه الانطباعات بأسلوب فنى خاص،‮ ‬يغوص فى جوهر مفردات، ومحددات موضوعات لوحاتى ومفرداتها ‬فتظهرت حقيقة هذا الجوهر فنياً‮،‮ ‬وهو معنى أكثر تمثيلاً‮ ‬وأوسع أداء على صعيدى الرؤية والدلالة للتصوير الفنى.
 
مثل مصر فى المهرجانات الدولية بدعوات خاصة على مدار عشرين عاما

ما المدارس الفنية التى تأثرت بها؟
 
أجد نفسي متأثرا بجميع المدارس، كمحتوى ثقافى معرفى وهذا أمر عادي ،فتأثرت بالواقعية، والانطباعية، والتأثيرية، والتكعيبية، والتنقيطية، وبالفن المعاصر، والبيرفرمونس، ولاند أرت.. وإن كانت المدرسة التجريدية هى أكثر المدارس بروزا فى لوحات معرضى "عواصف لونية" لكن ما أحس به حقيقة هو عندما أنجز لوحتى التشكيلية فأنا أربط فيها بين ما هو تقني وفكري، وهذا وحده يعطيني مسافة كبيرة لتطويع اللوحة إلى درجة الكشف عما تريده دوني، ويصبح لها استقلالها الشكلي والفكري بعيدا عني.. وأنا أرسم ما يجول في خاطري من مشاعر وأفكار وظفتها بأسلوبي وقد مازجت الحداثة التي قربتها للواقع واستلهمت من التراث عناصر تعبيرية وجمالية وقد أكدت على المغزى في بنية الفن وانحزت إلى الإنسان و أحاسيسه أو معاناته محاولاخلق تلك العلاقة الجدلية بين الذات والموضوع . 
 
  • حاصل على الميدالية الذهبية بمهرجان باكستان الدولى
  • حاصل على الجائزة الأولى عالميا فى فن النسيج المرسم بمهرجان اكسبو بالبرتغال
  • حاصل على الجائزة الثانية بمهرجان مسقط الدولى..
  • المركز الأول بمسابقة الإبداع بالمجلس الأعلى للثقافة عام ٢٠٢١م

هل هذه الصرخات اللونية مرتبطة بما يدور فى واقعنا المعاصر من حروب وأوبئة ...؟
 
الفنان يتأثر بما حوله ويؤثر فيه، وذلك راجع لرهافة حسه ودقة ملاحظاته وقراءته للأشياء بأسلوب آخر يتضح في فنه وأعماله، وأعتقد أنه إذا لم يكن هناك واقع فلن يكون هناك فن، الفن مرتبط بالواقع ومنه يستمد قوته وتعابيره، وإلا فلسنا في حاجة إلى الفن، شخصيا أتابع هذا الواقع وأذوبه في داخلي لكى أحوله إلى أعمال فنية، أرضي بها ذاتى، ثم أخاطب بها المتلقي، فالواقع حولنا لوحة كبيرة ندخل إليها ونخرج منها، كل حسب قدره، لتصبح اللوحة متعددة القراءات والتأويلات.
 
شارك فى عدة معارض جماعية بمصر والخارج مثل:
  • معرض إكسبو بالبرتغال عام ٢٠٠١م
  • معرضي عجائب صبف قطر.. بالدوحة عام ٢٠٠٢م و ٢٠٠٣م
  • معرض بالأردن عام ٢٠٠٤
  • معرض بتونس ١٩٩٨م
  • مشاركة بمعارض المراكز الفنية بصفة دورية منذ عام ١٩٩٨م
  • مشاركة بصفة دورية بمعارض أصالة لرعاية الفنون التراثية والمعاصرة

بعد النجاح الكبير فى معرضك الأخير هل أنت راض عن تجربتك فيه؟
 
لم أصل بعد على مستوى الرضا عن أعمالي وتجربتي، ولا يمكن أن أصل إلى تلك الغاية، لأنني وببساطة إذا وصلت سأكون قد انتهيت، وأنا أعد نفسى كل مرة كأننى دائما فى البداية.
 
  • قام بترميم النسيج الخاص بقصر الملك عبد العزيز بالرياض.
  • متفذ رباعية نسجية عملاقة بمساحة خمسون مترا ببهو المسرح الكبير بالاوبرا المصرية عن لوحات للفنانة جاذبية سرى
  • له مقتنيات بالقصر الجمهورى التونسى والقصرالملكى البلجيكى وعدد من المتاحف و الهيئات والسفارات داخل مصر وخارجها
 
من أين تستقى أفكار لوحاتك؟
 
كل لوحاتى نابعة من مخزوني الذاتي الذي اكتسبته و أظل اكتسبه من واقعى المحيط بى ،وتجاربى الخاصة،ومسيرتى الطويلة فى مجال الفن التشكيلى بروافده المتعددة سواء فن النسيج المرسم الذى حزت فيه على جوائز عالمية ،ام مجال الخزف والجبلان وغيرها.
 
لديك قاموس لونى شديد التميز ماذا تهدف من ذلك؟
 
المعني اللونى لدى خاضع للتغيير طبقاً للسياق الذى يأتى فيه أو يعبر عنه في اللوحة وبصفة عامة أميل إلى الألوان النارية التى تناسب طبيعة الواقع المتفجرة من حولنا ولتحقيق التوازن يلعب الأبيض والأزرق والبنفسجى كألوان باردة دورا حيويا فى كبح جماح الألوان النارية. 
 
نجحت فى تجريد شخوصك بصورة فنية رائعة اختزلت فيها التفاصيل لصالح العام وكانك تخاطب الإنسان فى كل مكان وزمان.. ماتعليقك؟
 
بالفعل حاولت أن أختزل الشكل، لحساب الدلالة العامة وهو ما اتضح فى أعمال معرضى الأخير وهى محاولة لاستنحداث أشكال تجريدية بصرية جديدة تتناسب معطيات الحياة التي نعيشها من حولنا.