منال فهمي البطران

مصر والتفوق التنافسي

الأربعاء 17 أغسطس 2022 -12:29
  انتشرت في مصر مؤخرا المعارض الدولية منها الأسلحة و الأدوية ومعدات البناء والأغذية والعقارات وغيرها، ويبادر إلى ذهننا التساؤل بمدى أهمية هذه المعارض وتكلفة أقامتها، فقيام هذه المعارض ليس بجديد على مستوى العالم فمنذ قيام المعارض الدولية الأولى في القرن التاسع عشر، والنجاحات التي حققتها، تأكد للحكومات أن هذه المعارض تحمل في طياتها تحقيق أهداف تتجاوز الهدف الظاهر منها، فهي تعمل على تنشيط التجارة والصناعة.
لتصبح مجالاً لتعزيز صورة «التفوق» -ومن خلالها الهوية الوطنية- فحسن التنظيم والإنجازات العمرانية الخاصة بهذه المعارض صارت رمزاً للتطور ولـ «القوة» على الصعد الاقتصادية والإدارية والعلمية، فالمعارض الدولية التي ظهرت فكرتها أساساً لتعزيز التبادل التجاري، أصبحت تشكل شخصية المدن وتخطيطها العمراني،
وهي أحدى الوسائل الرئيسية للتطوير الاقتصادي وتنمية الموارد المالية والبشرية وأحدى أدوات برامج الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي الذي بدوره ينعكس إيجاباً على حياة المواطن وأعمال القطاع الخاص والعام الذي يتعامل من خلال التنافس وعرض منتجات كل قطاع من خلال هذه المعارض الشاملة والمعارض التخصصية التي تقام دورياً وتهدف خدمة المعارض إلى تحقيق عدة أهداف منها:

عرض آخر المنتجات والابتكارات ونظم الجودة على مستوى المؤسسات والشركات الصناعية والتجارية ثم على مستوى الدولة المعارض المحلية،وترسيخ ثقافة الاختراع والابتكار والمنافسة والتعاون بين الدول المشاركة في المعارض الدولية،وفتح آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري بين الافراد والشركات والدول من خلال عقد الصفقات وإدارة الندوات التعريفية بالمنتجات المعروضة وتوقيع اتفاقيات التعاون والتبادل التجاري بينهم.
وتمكين رجال الأعمال وأصحاب المصانع والشركات من الاطلاع على أحدث ما توصلت إليه التقنية في مجال الانتاج والخدمات والتخطيط الصناعي،وتمكين الجهات الخاصة والعامة من متابعة تطور الانتاج والخدمات المعروضة في المعرض،وإستفادة القطاعات الاقتصادية الخدمية مثل المطاعم والمواصلات والفنادق والمطارات ومكاتب السفر والسياحة وشركات الطيران والمصانع المحلية والشركات التجارية من إقامة المعارض حسب التخصص وتحقيق عائد مادي قبل وخلال وبعد إقامة المعرض.
وإستفادة المراكز البحثية والجامعات ومراكز التحديث الصناعي من الاستفادة من المعلومات والبيانات الاقتصادية حول الدول المشاركة في المعارض الدولية وتصنيف هذه المعلومات وفق أسلوب مهني متطور للاستعانة بها في أتخاذ قرارات الاصلاح الاقتصادي بعد الاطلاع على تجارب الدول في التنمية الصناعية،وزيادة فرص العمل الجديدة للشباب والدفع بعجلة الاقتصاد الوطني وتحديث قواعده وتطويره من خلال الشركات والمصانع العارضة.
وأصدار المطبوعات والنشرات الاقتصادية المحلية والدولية خلال إقامة المعرض،وفتح الفرص للشركات المحلية والاجنبية للمشاركة في المعارض التخصصية.
وتشجيع المشروعات الصغرى والمتوسطة على المنافسة والمشاركة في المعارض وتعتبر المعارض رسالة إنسانية وأداة السلام والمحبة والمنفعة المشتركة وتوطيد الاحترام المتبادل بين الدول وبين الشعوب

وقد كان الحضور المصري لافت للأنظار في معرض إكسبو 2020 الذي عقد في دبي بالإمارات العربية المتحدة في الفترة من 1\10\2021 حتى 31\3\2022، بمشاركة عدد كبير من دول العالم، وكان المعرض فرصة ذهبية لعرض مساهمات الدولة المصرية في منظومة التنمية العالمية وبناء مستقبل واعد، يحقق فرص استثمار وتنمية مستدامة في إطار رؤية مصر 2030، وقد فاز الجناح المصري بالمركز الثالث من حيث التصميم الداخلي بالمسابقة الرسمية التي نظمها المكتب الدولي للمعارض، وهو ما دفع الحكومة المصرية لدراسة التقدم بطلب لاستضافة معرض إكسبو 2035.
 وأخيرا تساهم هذه المعارض في التسويق للمنتجات المصرية محلياً و فتح أسواق جديدة لها عالمياً للوصول لحلم 100 مليار صادرات الذي تضعه الدولة على رأس أولوياتها خلال المرحلة المقبلة.