د.فوزي يونس

الاحتفال بيوم الأرض ... معا.. سنستثمر في كوكبنا

الأحد 21 أبريل 2024 -06:05

يعد الإحتفال بيوم الأرض Earth Day بمثابة تذكير مهم للاعتزاز بكوكبنا وحمايته فلقد حان الوقت للتفكير في تأثيرنا والالتزام بالممارسات المستدامة من أجل بيئة أكثر صحة.

متي تم الاحتفال بيوم الأرض؟

 تم الاحتفال به لأول مرة في 22 أبريل 1970 بداية الحركة البيئية الحديثة. كإستجابة للمخاوف البيئية المتزايدة مثل تسرب النفط في سانتا باربرا عام 1969 أسس السيناتور الأمريكي جايلورد نيلسون يوم الأرض لرفع مستوى الوعي حول كيفية حماية البيئة. نظم نيلسون والناشط دينيس هايز دورات تعليمية في حرم الجامعات ضمت مجموعات ومنظمات مختلفة مستوحاة من التدريس الاحتجاجي في تلك الحقبة. وبفضل هذه التعبئة الضخمة طورت الولايات المتحدة قوانين بيئية رئيسية وتم إنشاء وكالة حماية البيئة
Environmental   
Protection Agency
(EPA).
ماذا يعنيه يوم الأرض للعالم؟

 الأصول والتأثير الأولي (1970):                خلال السنة الأولى ليوم الأرض أصبح 20 مليون شخص على دراية بالبيئة مما أدى إلى تغييرات بيئية كبيرة في الولايات المتحدة مثل تشكيل وكالة حماية البيئة والقوانين البيئية البارزة مثل قانون الهواء النظيف وقانون المياه النظيفة وتم إقرار قانون الأنواع المهددة بالانقراض.


 التوسع العالمي (1990):                 توسع يوم الأرض عالميا في عام 1990 ليشمل 200 مليون شخص في 141 دولة. حيث  ساهم مراقبة هذا الحدث العالمي في تعزيز الزخم لقمة الأرض التي عقدتها الأمم المتحدة عام 1992 من خلال رفع القضايا البيئية على المستوى العالمي.


ما هو موضوع يوم الأرض العالمي 2024؟

وموضوع يوم الأرض لهذا  العام 2024
 "الكوكب مقابل البلاستيك" العمل معا علي رفع مستوى الوعي بأضرار التلوث البلاستيكي على صحة الإنسان والكوكب. 
و "الكوكب مقابل البلاستيك" هي حملة بدأتها ناشيونال جيوغرافيك لرفع مستوى الوعي حول أزمة التلوث البلاستيكي العالمية وتأثيرها على البيئة.  ويتوافق ذلك بشكل وثيق مع أهداف يوم الأرض ٢٠٢٤  هذا ومن خلال تسليط الضوء على الحاجة الملحة لتقليل استهلاك البلاستيك وتشجيع إعادة التدوير والدعوة إلى سياسات لمعالجة التلوث البلاستيكي.

فمن الواضح أن أمنا الأرض تبعث إلينا دعوة عاجلة للعمل. فالطبيعة تعاني فالمحيطات تمتلئ بالبلاستيك ويزيد معدل حمضيتها ودرجات الحرارة المفرطة وهناك حرائق الغابات والفيضانات فضلا عن موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي الذي حطم الرقم القياسي وألحق أضرارا بملايين الأفراد. 

هذا ويمكن أن يؤدي تغير المناخ والتغييرات التي يتسبب فيها الإنسان في الطبيعة فضلاً عن الجرائم التي تعطل التنوع البيولوجي مثل إزالة الغابات وتغير استخدام الأراضي والزراعة المكثفة والإنتاج الحيواني أو التجارة المتزايدة والمُجّرمة في الأحياء البرية إلى تسريع وتيرة تدمير الكوكب.

ماذا يمكن أن يعكسه الاحتفال بيوم الأرض؟

يوفر يوم الأرض منصة لمبادرات مثل "الكوكب مقابل البلاستيك" لتضخيم رسالتها وحشد العمل على نطاق عالمي. وتساهم هذه الجهود معًا في بناء مستقبل أكثر استدامة من خلال مكافحة التلوث البلاستيكي وحماية صحة كوكبنا.

فكيف نحتفل بيوم الأرض؟

يمكن اقتراح عديد من النقاط والتي من خلالها يمكننا الإحتفال بيوم الأرض بشكل أكثر استدامة وتمكننا ايضا القيام به برد الجميل إلى أرضنا!

* مايتعلق بالمنزل:

اختار ادواتك الكهربائية الموفرة للطاقة قدر الإمكان ويفضل لو بعض منها يعتمد علي الطاقة المتجددة.

استبدال المصابيح المتوهجة بمصابيح LED التي تستخدم 70−90٪ طاقة أقل.

توفير المياه خلال العمليات اليوميه اي العمل علي خفض البصمة المائية لك ولأفراد اسرتك .

انتظر حتى تمتلئ غسالة الأطباق والغسالة قبل تشغيل الحمولة.

اغسل ملابسك بالماء البارد لتقليل استخدام الطاقة.

افصل الأجهزة التي لا تستخدمها من الاتصال بالكهرباء.

العمل علي تحسين كفاءة استخدامات الطاقة في منزلك.

قضاء بعض من الوقت بين المناظر الطبيعية والطبيعة لجميع أفراد الاسرة.

العمل علي خفض البصمة الكربونية لك ولافراد اسرتك والعمل علي أن تكون اسرتك ومنزلك صديقين للبيئة.


* مايتعلق بالمجتمع:

دعم الأعمال التي تعمل بطاقة متجددة بنسبة 100٪.

تبني ونشر فكر يرتبط بأهمية استخدامات الطاقة المتجددة باستخدام مجموعة.

تطوع بوقتك أو استأجر قطعة أرض صغيرة في حديقة المجتمع المحلي لنشر والمشاركة في رفع الوعي بالبيئة.

إجراء محادثة حول تغير المناخ والإستدامة مع أفراد اسرتك أو أحد أصدقائك والعائلة والجيران.

ابق على اطلاع من خلال متابعة المنظمات البيئية والاشتراك مع بعض المؤسسات التي تشجع علي الحفاظ علي البيئة.

طالع المصادر المعرفية والكتب التعليمية لمعرفة المزيد عن الطاقة والبصمة البيئية وتغير المناخ والتنمية المستدامة.

الانخراط والتفاعل مع الكيانات المحلية والدوليه (منظمات المجتمع المدني) التي تكافح تغير المناخ وتسعي الي تحقيق الإستدامة.


* مايتعلق بنمط الحياة:

المشي أو الدراجة بدلا من قيادة سيارتك.

عند تناول الطعام بالخارج احمل أوانيًا قابلة لإعادة الاستخدام.

استخدم منتجات قابلة لإعادة الاستخدام مثل أكياس التسوق وأكواب السفر وزجاجات المياه.

قلل من كمية اللحوم في نظامك الغذائي. 

تسوق الملابس والسلع المنزلية في محلات التوفير المحلية أو متاجر الشحن.

التبرع أو بيع العناصر القديمة لدعم الاقتصاد الدائري.

الشراء محلياً لتقليل الانبعاثات المصاحبة لنقل البضائع.


العلاقة بين الحضارة البيئية والاحتفال بيوم الأرض:

تشترك الحضارة البيئية ويوم الأرض في هدف مشترك يتمثل في تعزيز الاستدامة والإشراف البيئي.  يعد يوم الأرض بمثابة منصة عالمية لرفع مستوى الوعي وحشد العمل من أجل بناء عالم أكثر استدامة وتوازنًا بيئيًا.  ومن ناحية أخرى تعد الحضارة البيئية مفهومًا أوسع لا يشمل الحفاظ على البيئة فحسب بل يشمل أيضًا الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بهدف تحقيق الانسجام بين الحضارة الإنسانية والبيئة الطبيعية.  ويؤكد كلاهما على أهمية حماية الأرض والانتقال نحو طرق أكثر استدامة للعيش والتفاعل مع كوكبنا.

وشعار يوم الأرض لهذا العام "الكوكب مقابل البلاستيك"
يعكس بكل دقه ووضوح
المعركة الحاسمة بين البلاستيك واستدامة الكوكب وايضا يدعوا الي الحد من التلوث البلاستيكي والحفاظ على البيئة. وكذلك  يمكن اعتبارها دعوة للعمل الجماعي والجاد لتحديد أولويات الممارسات المستدامة وإيجاد بدائل للمواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد لحماية النظم البيئية لكوكبنا للأجيال القادمة.
ومما سبق يعد رفع مستوى الوعي في يوم الأرض أمرًا بالغ الأهمية لإلهام العمل نحو الحفاظ على البيئة واستدامتها. هذا ويعد يوم الأرض بمثابة منصة لتثقيف الأفراد والمجتمعات حول القضايا البيئية الملحة، مثل تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث واستنزاف الموارد. ومن خلال رفع مستوى الوعي يمكننا تمكين الناس من اتخاذ خيارات مستنيرة وتبني سلوكيات صديقة للبيئة والدعوة إلى السياسات التي تحمي الكوكب. وفي هذا اليوم الدولي لأمنا الأرض، لنذكر أنفسنا أننا بحاجة إلى التحول إلى اقتصاد أكثر استدامة يعمل لصالح الناس والكوكب. فلنعزز الانسجام مع الطبيعة والأرض. انضموا إلى الحركة العالمية لاستعادة عالمنا!
كما إنه يوم لتوحيد الناس من جميع مناحي الحياة في التزام مشترك بالحفاظ على أرضنا للأجيال القادمة.

وفي النهاية يمكننا القول
إن النظم البيئية تدعم كل أشكال الحياة على الأرض وكلما كانت نظمنا البيئية أكثر صحة كان الكوكب ومن عليه أكثر صحة. وستساعد استعادة أنظمتنا البيئية المتضررة في القضاء على الفقر ومكافحة تغير المناخ ومنع الانقراض الجماعي. لكننا لن ننجح إلا إذا اضطلع كل فرد بدوره.
 وأن يوم الأرض مهما لأنه يرفع الوعي حول القضايا البيئية ويشجع الجميع أفراد ومؤسسات وجهات حكومية في جميع أنحاء العالم على اتخاذ إجراءات لحماية النظم البيئية للأرض والتنوع البيولوجي والموارد الطبيعية. وإنه ايضا بمثابة تذكير بالمسؤولية الجماعية التي تقع على عاتقنا لحماية كوكبنا لنا وللأجيال القادمة من خلال السعي معا نحو تبني حضارة إيكولوجية

"فبحق معا سنستثمر في كوكبنا الذي لايوجد بديلا له ..... فدعونا نتحرك الآن"
الدكتور/ فوزي العيسوي يونس
استاذ ورئيس وحدة فسيولوجيا الأقلمة - مصر.
والخبير بالشركة الكندية الدولية للحلول البيئية المستدامة