الدكتور محمد عمرو يكتب:أهمية تطوير الموارد البشرية

الأربعاء 28 يوليو 2021 -05:04

الدكتور محمد عمرو

خاص
لو آمن المدراء في المؤسسات والشركات.. بأهمية تطوير المورد البشري..ولو علموا علم اليقين بما سيعود على مؤسساتهم وشركاتهم بالفوائد..لما ترددوا لحظة في وضعه على سلم الأولويات.. هناك شركات عالمية كبرى تضع تطوير مواردها البشرية على سلم أولوياتها..وتولي الموظف وتأهيله اهتماما كبيرا منذ اليوم الأول لالتحاقه بالعمل..وتستمر بذلك حتى اللحظة الأخيرة لمغادرته المؤسسة أو الشركة.. تضعه في برامج تطوير مكثفة.. تقدمه كافة الدعم اللازم ليصبح مؤهلا ويرتقي فيها مناصب قيادية.. تكسب رضاه.. فتضمن ولاءه وإخلاصه.. فهي تعتبر الموظف سفيرها للعالم كله.. وترى أنه هو من يسوقها وخدماتها ومنتجاتها للأسواق.. وهو الذي ينشر أفكارها وقيمها في المجتمع.. وهو من يدعم تواجدها وموقعها بين المنافسين.. وهو من يعزز علاقاتها مع غيرها من الشركات والمؤسسات.. لدرجة أن بعض هذه الشركات تقوم بإدراج موظفيها ضمن قوائم المساهمين. وتساعدهم في حالة رغبتهم الانتقال الى شركة أخرى.. وتقدم لهم التسهيلات والدعم المطلوب.. وتبقى على تواصل واتصال معهم.. من جانبه يتحول هذا الموظف بحبه وإخلاصه.. إلى وسيط بشكل غير مباشر.. يساهم في توثيق علاقة الشركة التي انتقل إليها مع الشركة التي تركها.. إن هذه الثقافة في التعامل مع الموظف وتقديره وتقييمه.. تفتقدها الكثير من المؤسسات والشركات.. فالفهم السائد في معظم المؤسسات والشركات.. أن الموظف هو أكثر عناصر الإنتاج كلفة واكثرها ضررا وضغطا على ميزانيتها العمومية.. لذا تعتقد الشركة أو المؤسسة أن من حقها أن تمتص طاقته وجهده ووقته حتى الرمق الأخير.. وعندما يستنفذ منه إمكانياته وقدراته.. تضع اسمه بخط عريض على قائمة المستغني عن خدماتهم.. وفي حالات أخرى عندما يصعب إقالته.. تمارس عليه ضغوطا نفسية وجسدية قاسية حتى يستقيل.. وأما إذا ما قرر الموظف بنفسه مغادرة المؤسسة أو الشركة.. فحينها يكون قد ارتكب كبيرة الكبائر.. ويصير فجأة عدوا لدودا للشركة أو المؤسسة.. تعامله بقسوة وتنكل به.. وتعلن الحرب عليه في أي موقع آخر يقصده.. ويبقى الموظف مطاردا ويصبح العدو رقم واحد في قائمة المغضوب عليهم في هذه المؤسسة أو الشركة وكل من يتعامل معها.. حيث تسعى بشتى الطرق والوسائل إلى حرمانه من أية فرصة جديدة للعمل.. هناك حاجة ماسة لتغيير النمط والمفهوم التقليدي للعلاقة بين المؤسسة أو الشركة ممثلة في إدارتها من جانب والموظف من جانب آخر.. هناك حاجة لأن تدرك إدارات الشركات والمؤسسات بأن الموظف عنصر حيوي ومحوري.. وأنه الاستثمار الأكبر عائدا والأكثر قيمة.. وهذا التغيير في العلاقة المتبادلة وفي الفهم يقع بدرجة أساسية على عاتق فريق عمل إدارات الموارد البشرية وشؤون الموظفين وعلاقات الموظفين بالشركة أو المؤسسة.. تحية خاصة لكل المؤسسات والشركات التي تسعى جاهدة لجعل بيئة الأفضل وتلك التي تمتلك إدارات موارد بشرية وشؤون موظفين على درجة عالية من الكفاءة والإبداع والتميز..