النص الكامل لكلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع القادة الأوروبيين

الإثنين 18 مارس 2024 -05:04

جانب من المؤتمر

امير بكير

القي الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة في المؤتمر الصحفي المشترك مع القادة الأوروبيين والتي ننشرها نصا والتي رحب فيها بكل المشاركين في القمة ووضح موقف مصر مما يحدث في المنطقة وإليكم نص الكلمة 

بسم الله الرحمن الرحيم
- فخامة السيدة/ أورسولا فون دير لاين.. رئيسة المفوضية الأوروبية،
- فخامة السيد/ ألكسندر دي كروو.. رئيس وزراء مملكة بلجيكا، رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي
- فخامة السيد/ نيكوس خريستو-دوليدس.. رئيس جمهورية قبرص،
- فخامة السيد/ كيرياكوس ميتسوتاكيس.. رئيس وزراء الجمهورية اليونانية،
- فخامة السيد/ كارل نيهامر.. مستشار النمسا،
- فخامة السيدة/ جورجيا ميلوني.. رئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية،
- السيدات والسادة
اسمحوا لي في البداية أن أرحب بكم ضيوفًا أعزاء على مصر حيث تأتي زيارتكم للقاهرة اليوم وسط زخم مكثف تشهده العلاقات المصرية الأوروبية سواء مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي، أو دوله الأعضاء.
لقد مثلت زيارتكم اليوم مرحلة شديدة الأهمية في العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي إذ نجحنا معًا في تحقيق نقلة نوعية في شراكتنا، حيث قمت منذ قليل بالتوقيع مع السيدة أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية على وثيقة إعلان سياسي مشترك لإطلاق مسار ترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية والشاملة" بهدف الارتقاء بمستوى التعاون من أجل تحقيق المصالح المشتركة.
السيدات والسادة،
لقد اقترن مسار ترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي بحزمة مالية لدعم الاقتصاد المصري، وتتكون هذه الحزمة التي تبلغ حوالي "٧.٤" مليار يورو، من ثلاثة مكونات رئيسية تتمثل في التمويل الميسر وضمانات الاستثمار، والدعم الفني لتنفيذ مشروعات التعاون الثنائي.
اتفقنا أيضًا مع السيدة رئيسة المفوضية الأوروبية على عقد مؤتمر للاستثمار بين مصر والاتحاد الأوروبي خلال النصف الثاني من العام الجاري؛ للتعريف بالفرص والإمكانيات الاستثمارية في مصر، وبما يسهم في تعزيز انخراط الشركات الأوروبية في السوق المصرية.
كما شهدت مباحثاتنا اليوم تركيزًا خاصًا على تعزيز التعاون في مجال الطاقة سواء فيما يتعلق بمجال الغاز الطبيعي، أو الربط الكهربائي حيث اتفقنا على التعاون في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة النظيفة، وأكدنا مواصلة التعاون القائم في إطار منتدى غاز شرق المتوسط؛ لما يساهم به في تحقيق أمن الطاقة على المستويين الإقليمي والدولي.
السيدات والسادة،
لقد تناولت المباحثات أهمية الاستمرار في مواجهة التحديات المشتركة، وفى مقدمتها الهجرة غير الشرعية، حيث أكدنا التزامنا بمكافحة هذه الظاهرة في إطار التعاون القائم، مع تضمين البعد التنموي في معالجتها إضافة إلى تعزيز مسارات الهجرة النظامية، واتفقنا على ضرورة دعم جهود مصر التي نجحت في وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية منذ عام ٢٠١٦؛ فضلًا عن استضافة "٩" ملايين أجنبي في مصر يتمتعون بالخدمات الاجتماعية والصحية أسوة بالمواطنين المصريين.
الحضور الكريم،
لقد حظيت الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك باهتمام كبير في محادثاتنا اليوم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والحرب في غزة، حيث أكدت حتمية الوقف الفوري لإطلاق النار، وإنهاء إسرائيل لأعمالها العدائية، ودعوت في هذا الإطار القادة الأوروبيين لبذل المزيد من الجهد لوقف إطلاق النار بشكل فوري وغير مشروط؛ فضلًا عن زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة؛ لتخفيف حدة الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون.
اتفقنا والقادة الأوروبيون على رفض شن إسرائيل عملية عسكرية في رفح، بما سيضاعف من الكارثة الإنسانية التي يعاني منها المدنيون بالقطاع فضلًا عن آثار تلك العملية على تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما ترفضه مصر جملة وتفصيلًا.
وتؤكد مصر مجددًا رفضها الكامل لأي محاولات من قبل إسرائيل لتهجير الشعب الفلسطيني قسريًا من أرضه المحتلة منذ عام ١٩٦٧، بما فيها قطاع غزة، والضفة الغربية والقدس الشرقية.
لقد استعرضت باستفاضة الجهود المصرية الرامية لحل الأزمة، مع تأكيد أهمية التعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل يضمن حقوق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة على حدود عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
أود أن أختتم كلمتي بتأكيد ضرورة توحيد رسالتنا للمجتمع الدولي لإبراز أن معاناة الشعب الفلسطيني في كامل الأرض الفلسطينية المحتلة على مدار العقود الماضية لن تتوقف سوى بالاعتراف بدولة فلسطين، ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والعمل على تنفيذ حل الدولتين وفقًا للمرجعيات الدولية وأن التسويف في حل تلك القضية يعرض المنطقة، والعالم بأسره لعدم الاستقرار.
السيدات والسادة، القادة الأوروبيون،
أرحب بكم مجددًا ضيوفًا على مصر، وأشكركم على مباحثاتنا المثمرة اليوم، وأتطلع إلى مواصلة الحوار البناء، والتنسيق المستمر بيننا.
شكرًا جزيلًا.